الاخبار العاجلة
لقاء شرم الشيخ.. اجتماع تنسيقي استباقي لقمة بايدن

لقاء شرم الشيخ.. اجتماع تنسيقي استباقي لقمة بايدن

كتب محرر الشؤون السياسية

إن قمة شرم الشيخ التي عقدها جلالة الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، في مدينة شرم الشيخ المصرية، الأحد، وبحضور الدول الثلاث، تؤكد نوعا من "التسخين" عند الدول التي ستقوم بحضور قمة الرئيس الأميركي جو بايدن المرتقبة.

وسوف يأتي بايدن إلى المنطقة وسيحضر قمة، وهذا يحمل مؤشرات مشروع، إذ يبدو أن دول المنطقة التي سوف تحضر اجتماع بايدن؛ بما في ذلك الأردن والسعودية ومصر والإمارات ودول الخليج، على علم بخطوط عريضة مما سيطرحه بايدن في القمة.

ومن الممكن أن تحدث مشاورات تسبق هذه القمة وعناوينها، لكن ليس كل ما يطرحه بايدن سيكون مقبولا، بمعنى أنه سيجري نقاش حول هذا الأمر بهذه الصيغة.

ومن الجدير بالذكر أن لقاء دول محورية وأساسية ستحضر هذا الاجتماع للتنسيق حول كيفية التعامل مع هذا اللقاء، يعني أن هناك اجتماعات ومشاورات وقمم أخرى قد تُعقد قبل قمة بايدن.

أما العنوان الرئيسي لقمة شرم الشيخ، بحضور الدول العربية الثلاث، فهو يؤكد على التمهيد لاتفاق على قواسم مشتركة عربية لتقديمها أمام بايدن.

والمصريون الآن معنيون بشكل كبير في قصة الانخراط الاقتصادي والفوائد الاقتصادية، ومصر لديها الكثير من علامات الاستفهام والاحتراز من أمر الحلف العسكري.

فمن المعروف أن مصر تقدم الجانب الاقتصادي في التحالفات وليست لديها مشكلة في ذلك، كما تقدم الجانب التنسيقي، لكن قصة الجيش والحلف العسكري وإعلان المجاهرة بمواجهة إيران، كل هذا سيشكل حساسية لدى مصر؛ لذلك، فإن المصريين معنيون بالتنسيق مع العرب، كما أن ذكر روسيا أو الصين بشكل مباشر، يمكن أن تتحسس منه مصر.

وبالنسبة للأردن، فهو معني بشكل كبير بأن يضع القضية الفلسطينية على الطاولة، لا سيما وأن فلسطين لن تكون حاضرة في القمة المقبلة، كما أن أجندة الأردن الأولى والرئيسية هي المشهد المتعلق بالملف الفلسطيني، وسيكون الأردن منتصرا إذا ما حصل على إجماع عربي بتأكيد حل الدولتين والقدس عاصمة للدولة الفلسطينية وعودة المفاوضات.

أما البحرين، فهي تمثل الآن كل الخليج، وحضورها رمزي على أن يمثل وجهة النظر الخليجية، فملك البحرين قطعا نقل وجهة نظر الإمارات والسعودية في هذه القمة، وما تريدانه هاتان الدولتان وما لا ترغبان به.

كما يمكن وصف هذا الاجتماع بأنه استباقي، تنسيقي، تمهيدي، أولي للتشاور حول الأجندة التي يمكن أن تطرحها الدول العربية على طاولة بايدن، والاتفاق على قواسم مشتركة؛ لأن العرب إن ظهروا مشتّتين، فالأميركيون سيخرجون منتصرين ويحققون أجندتهم.

من جانب آخر، فإن هذا الاجتماع مع بايدن- خصوصا في ظل نوعا ما "التعنت السعودي الإماراتي" في مسألة النفط- يساعد على أن يجعل الجلوس على طاولة بايدن اليوم ليس جلوسا لمعلم وتلميذ بقدر ما هو تفاوض على أجندة المنطقة.

وفيما يتعلق بأسباب مجيء بايدن للمنطقة؛ فهما سببان؛ الأول يتعلق بالنفط وقضية الضغط على السعودية والإمارات ومجموعة أوبك+ وزيادة المنتج البترولي حتى تستقر الأسعار.

لكن السبب الثاني الاستراتيجي والأهم، يتمثل بأن بايدن شَعَرَ أن خروج أميركا- وهذا قرار لا رجعة عنه من المنطقة- سيولد فراغا وهذا الفراغ تُعبئُه على المستوى الدولي روسيا والصين وعلى المستوى الإقليمي تركيا وإيران، وبالتالي يريد أن يشكل حلفا لتعبئة هذا الفراغ.

ولا بد من الإشارة إلى أن الدولة العميقة في الولايات المتحدة بدأت تشعر بهذا الأمر، إذا هناك حلف، ولكن مدى استفادة العرب منه يحدده هذا الاجتماع التنسيقي.

إلى ذلك، علينا أن نؤكد أن الخليج له أفكاره، وليست لديه مشكلة بأن يتشكل حزب ضد إيران، لكن مصر لديها مشكلة أن يكون الحلف عدائيا وبشكل مباشر ضد إيران.

أما الأردن فليس معنيا بالعداء مع إيران، لكنه وبعد عودة الملك من زيارة بايدن وتصعيده حول الحدود الشمالية، بدأ يكسر "تابوه" الحديث عن إيران، لكن الأردن معني بأن يضع على الطاولة القضية الفلسطينية والأزمة الاقتصادية.

من جهة أخرى، تحدثت القمة عن غلاء الأسعار والجانب الغذائي، وكأن في ذلك رسالة سيكولوجية سياسية من الدول إلى شعوبها بأن هذه المشكلة عالمية، "فنظرة إلى ميسرة".

يُشار إلى أن "لقاء شرم الشيخ" الأحد، تطرق إلى آخر التطورات الإقليمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، إذ تم التأكيد على ضرورة دعم الأشقاء الفلسطينيين في مساعيهم لنيل حقوقهم العادلة والمشروعة في قيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين.

كما تناول اللقاء، الذي يأتي في إطار تنسيق المواقف والتشاور الدائم، الأزمات التي تمر بها المنطقة ومساعي التوصل إلى حلول سياسية لها، إضافة إلى الجهود الإقليمية والدولية في الحرب على الإرهاب ضمن نهج شمولي.

ورحب القادة بالقمة المرتقبة التي تستضيفها المملكة العربية السعودية الشقيقة في شهر تموز، بين قادة الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والأردن ومصر والعراق والولايات المتحدة الأميركية.


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).