أردوغان و"عامل التوقيت" لعملية عسكرية في شمال سوريا

{title}
أخبار الأردن -

كتب محرر الشؤون السياسية

في ظل الحديث الإعلامي والتحركات العسكرية على الأرض، فيما يخص قيام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعملية عسكرية في شمال سوريا، فإن هذه العملية ستحمل الرقم "5"، حيث بدأت هذه العمليات في العام 2016، وآخرها كان في العام 2020.

إن تمت هذه العملية وقام بها أردوغان، فإنه سيحتل 9 آلاف كيلو متر مربع من الأراضي السورية، أي بما يعادل مساحة لواء الإسكندرون، حيث سيسيطر على "عين العرب، تل رفعت، منبج، منّغ".

وفي قراءة لأسباب هذه العملية، نجد أن وضع أردوغان الداخلي، هو المحرك الأساسي لها، وعليه فهو يحاول تصدير أزمته الداخلية المتمثلة بالتضخم وارتفاع الأسعار وسعر صرف الليرة التركية، وبالتالي توظيف الأزمة الاقتصادية الداخلية وربطها بموضوع الانتخابات الرئاسية.

الواضح أن سلوك أردوغان السياسي، هو أنه يريد العودة إلى الحكم في العام 2023، من هنا جاءت استدارته السياسية فيما يخص علاقاته الخارجية، من خلال العودة إلى الإمارات والعلاقة مع السعودية، وإعادة إنتاج العلاقة مع "إسرائيل".

كل هذا يصبُ بشكل مباشر في رغبته بالفوز في هذه الانتخابات هو وحزبه؛ لذلك جاء تفكيره بهذه العملية في الشمال السوري، في هذا التوقيت "المناسب" من وجهة نظره.

في مقدمة الأسباب التي تدفعه للقيام بهذا العمل في هذا التوقيت، وهنا السؤال: من سيمنعه من تنفيذ هذه العملية؟، بالتأكيد الدولة الوحيدة التي قد تمنعه هي روسيا، ولكنها منشغلة في "حرب أوكرانيا"، وبالتالي فهي لا تريد علاقات سلبية مع أنقرة أو قطع للعلاقات معها.

في ضوء هذا المشهد، نلمس "الدهاء" التركي بقيادة أردوغان واستثمار الحرب الروسية – الأوكرانية لصالحه، عندما تولى دور الوسيط بين "روسيا – أوكرانيا" فلم ينحَز لطرف على آخر، وبالتالي إن قام بهذه العملية، فإن موسكو سوف تتريث في منعه، وستمنع الجيش النظامي السوري من الاشتباك معه، وهذه نقطة لصالحه.

الطرف الآخر في المعادلة أو المشهد، هي الولايات المتحدة الأميركية، ولكن الأزمة الروسية – الأوكرانية، تمنعها أيضا خوفا على علاقاتها مع تركيا، وبالتالي فالولايات المتحدة الأميركية لن تذهب باتجاه خسارة حليف مهم في "الناتو" وهو تركيا، وعليه فستلتزم "الصمت"، وستقبل لأردوغان القيام بهذه العملية.

هنا يأتي السؤال: لماذا لم يتجه أردوغان نحو النظام السوري، ويفتح صفحة معه ويُبدد مخاوفه، من خلال تسليم الشمال السوري إلى القوات النظامية؟!، ولكنه لا يفكر بذلك بقدر ما لديه من رغبه أكيدة في التوسع نحو الداخل السوري.

يذكر أن هناك تقارير إعلامية عسكرية، تتحدث عن أن أردوغان حشد لهذه العملية 50 ألف جندي ونحو 30 ألف جندي سوري من القوى المتحالفة معه.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير