سياسيون: حالة الانقسام تفرض نفسها على المشهد الفلسطيني
عماد عبدالكريم
ناقش نخبة من السياسيين والبرلمانيين والأكاديميين خلال "تطورات المشهد الفلسطيني وأثره على القضية.
وجاءت الندوة الحوارية التي نظمتها مؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير وأدارها نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة مسارات، النائب عمر عياصرة، بعد سلسلة أحداث شهدتها الساحة الفلسطينية اخيرا حيث اعتدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على المدن والبلدات الفلسطينية وروعت الأهالي ونكّلت بهم وهدمت البيوت ودنّست حرمة المسجد الأقصى ومنعت الوصول إلى كنيسة القيامة، وكان آخرها اغتيال الإعلامية بقناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة والاعتداء على جنازتها .
رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري، قال في حديثه بداية الندوة، إن الأردن يقف وحيداً إلى جانب الفلسطينيين ويبذل كل ما لديه من طاقات وجهود بالقضية الفلسطينية، مشيرا إلى حاجة الأردن للدعم والمساندة العربية مبينا أن إسرائيل وبعد سنوات طويلة من الصراع لا تريد سلام ولا حلا للصراع.
دول عربية نسيت القضية واعترفت بإسرائيل
وأشار المصري إلى أن هناك 6 دول عربية وبشكل علني اعترفت بإسرائيل وإقامة معها العلاقات ونسيت الموضوع والقضية الفلسطينية ، مشيرا إلى أن الجسم العربي تفسخ واصبحنا بلا تضامن ولا نظام عربي.
وبين المصري أنه علينا في الاردن عبء كبير جدا في مواجهة المخطط الإسرائيلي ولا احد يسير معنا بنفس طريقتنا وأسلوبنا، مؤكداً أننا لم نعد أيضا نستطيع أن ننتج موقف مؤثر بشكل كبير.
واكد المصري انه على الرغم من أهمية دورنا في حماية القدس الأراضي المقدسة إلا أنه لا بد لنا أن نلتفت إلى بلدنا وضعنا الداخلي حتى نستطيع منذ ما يمكن إنقاذه.
وأضاف المصري أن مستجدات القضية الفلسطينية تتطلب وضع خطة جديدة للتعامل معها وإعادة التفكير في تنظيم الفصائل الفلسطينية لتكون فاعلة بالقضية سياسيا وليس فقط بالمقاومة، مشيرا إلى أن الغرب يكيل بمكيالين في نظرته للجوانب الإنسانية التي يتجرد منها إذا كان الأمر يتعلق بالاعتداء على الفلسطينيين.
وأشار إلى أننا نتعامل مع قضية من أعقد ما يمكن ولها تداعيات بعيدة المدى وعميقة وتمس مصير العالم والسياسات حول العالم .
ولفت المصري إلى أن دولة إسرائيل أصبحت إمبراطورية وتحكم نصف العالم ولها دعم قوى في المجتمع الدولي.
وأشار العبادي إلى أن القضية تحتاج إلى تحشيد عربي لاستعادة القضية التي باتت اليوم على طاولة العالم بعد اغتيال الإعلامية شيرين أبو عاقلة، مبينا أن أهم عنصر بالقضية هو تفعيل الحضور الفلسطيني بالداخل الإسرائيلي والذي بدأ يشارك بقوة في الصراع.
واكد ان الانتفاضة الاولى قد صنعت وزن لمنظمة التحرير الفلسطينية حتى جاء الغرب بمؤتمر مدريد الذي جاء بأوسلو ووادي عربة وان السلطة التي انبثقت عن هذا المؤتمر بدأت تعمل بشكل جاد واستطاعت أن تقيم استقرار في الضفة الغربية وعدم التهجير والترحيل .
ويرى العبادي أنه لن يكون هناك تغيير جذري في القضية الفلسطينية الا بعد تغيير جذري من المقاومة الفلسطينية المحلية الداخلية وما يحدث إعلامياً تطور في إيصال القضية للعالم مقدماً الشكر لقناة الجزيرة على موقفها.
واشار العبادي إلى أن المشهد الفلسطيني يدخل في حالة مختلفة تبعث على التفاؤل بالجيل الفلسطيني الجديد الذي يواجه المحتلين باستقلالية ودون أي تبعيات.
واوضح العبادي أن القضية الفلسطينية لا يمكن اختزالها بملف الأقصى أو السماح بالصلاة بالأقصى بل القضية قضية وطن بتكملة.
وقال محمود إن الخطر الصهيوني يهدد كافة الأقطار العربية وأن فسلطين هي البداية فقط وأن اكبر خطر هو فلسطنة القضية الفلسطينية حيث كان يجب أن يكون عمقهما عربي وأساسي لأن الخطر يهدد الجميع .
واضاف محمود أن القضية الفلسطينية يجب أن تحرك الضمير والمجتمعات العربية مشيرا إلى أن ثقتنا في شعوبنا العربية التي تتحرك باستمرار للدفاع عن فلسطين وعن أنفسنا.
وقال إن اللعنة التي اصبتنا هي لعنة النفط الذي جلب لنا ثروات بدون جهد بدون عمل فأصبحت مبعث للفساد في العالم العربي والإسلامي .
وشدد محمود على أنه يؤمن أن السبيل الوحيد هو المقاومة وتقديم الدعم لها لتغيير مفاهيم وثقافة المجتمع الفلسطيني لأربكاك الشعب الإسرائيلي.
وقال الرنتاوي إن المشكلة الداخلية في الملف الفلسطيني لم تعد بانقسام فتح وحماس أو الحديث صراع بين برنامجين تفاوضي ومقاوم بل إن الواقع الفلسطيني في حالة تيه سياسي .
واضاف أن حماس تختنق بغزة وغزة تختنق بحماس برغم ما سجلته من بطولات ومعارك كون مساحة حركتها تتقلص بعد أن ابتعدت عن الحليفين الأساسيين قطر وتركيا.
وأكد الرنتاوي أن هناك مأزق يمر به المشروع الوطني الفلسطيني بيد ان الشي المهم في المشهد صعود جيل الألفية الجديدة من الفلسطينيين الذين يشكلون مشروعهم في مقاومة المحتلين وهو مشروع يتعاظم بعيدا عن الفصائل، موضحا أن المؤسسات الفلسطينية الكبرى تحتاج إلى اعادة تنظيم نفسها وحضورها خصوصا أنها لم تعد تقدم عملا يواكب المستجدات وتطلعات الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج.
واتهم الرنتاوي النظام الفلسطيني بأنه غارق في الفساد والتنسيق الأمني ويدافع عن مصالحه فقط.
وقال الرنتاوي إن التغيرات في المشهد الفلسطيني جلبت جماعة صفة القرن الى قلب مؤسسة صنع القرار الفلسطيني واتهم أن من يحكم المشهد الفلسطيني هم من مجمع الكرادلة أو الحاخامات.
وبين الرنتاوي أن هناك انقسام في المؤسسة الفلسطينية ويكذب من يقول إن هناك مصالحة بين الطرفين ولم يعد أحد من الأطراف يأتي على ذكر المصالحة.
وأكد انه ليس هناك في المدى المنظور انتخابات للسلطة التشريعية يمكن أن تعيد إنتاج الطبقة السياسية الفلسطينية بل هناك إجماع لعدم انعقاد الانتخابات من جهات عربية وعربية لانهم يعرفون أن السلطة الوطنية الفلسطينية آيلة للسقوط.
وأكد الرنتاوي أن المطلوب عدم زيادة اعتماد الاردن على قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والمياه من إسرائيل، ومطلوب عدم تعميق اعتمادنا على الجانب الإسرائيلي في كثير من المشاريع.
وشدد الرنتاوي على أهمية عدم السعي نحو التهدئة وان المقاومة في فلسطين هي من يحمي الوصاية الهاشمية على المقدسات بعد أن كانت هذا الوصاية هي من يحمي حق الشعب الفلسطيني.
الأردن لا يستطع لواحدة مواجهة مخططات إسرائيل
واوضح النائب السابق الدكتور إبراهيم البدور، أن الصراع مع إسرائيل تحول إلى عقائدي بعدما قدمت إسرائيل نفسها كدولة يهودية، مبينا أن الأردن ورغم تراجع الدعم العربي، بقي دوره بالقضية قويا وحاسما ومشتبها بها بكل تفاصيلها.
وأشار البدور إلى جهود جلالة الملك عبدالله الثاني وحراكه السياسي الأخير في الولايات المتحدة الاميركية الذي وضع فيه القضية الفلسطينية على طاولة النقاش داخل مؤسسات القرار.
وقال البدور إنه لا بد من عمل عربي متكامل لضمان عودة القضية الفلسطينية إلى الواجهة مشيرا إلى أن الأردن لا يستطع لواحدة مواجهة مخططات إسرائيل، رغم أن الدور الاردني لم يتقلص ولن يتراجع.
وأكد نوفل أن الجانب المشرق في المشهد الفلسطيني هو أن القضية الفلسطينية لا تزال حيه رغم مرور كل هذه السنوات، في حين إسرائيل لا تزال تعاني الأمرين .
وأوضح نوفل أن إسرائيل لديها مشاكل كثيرة حيث أن الحلفاء اليوم لن يستمرو في المستقبل إضافة إلى مشكلة رئيسية أن المجتمع متفكك، في حين المدن الفلسطينية كلها تحي القضية وترفع شعار تحرير فلسطين وما حدث من هبه قبل أيام عند مقتل الصحفية شيرين ابو عاقلة كان هبه لفلسطين والقضية الفلسطينية.
وقال إن هناك أنظمة عربية لها مواقف بعيدة كل البعد عن مصلحة القضية الفلسطينية لكنها أنظمة غير ديمقراطية لو كان فيها ديمقراطية لاختارت الشعوب فيها أنظمة وأحزاب سياسية تتحالف معها ضد الكيان الصهيوني.
وقف التنسيق الأمني لإعادة المؤسسة الفلسطينية
ودعا الكاتب محمد خروب، إلى أن تعيد المؤسسات الفلسطينية صياغة قرارها وتوقف تنسيقها الأمني، مشيرا إلى ان النظر إلى القضية الفلسطينية لا يكون من خلال حالات فردية يقوم بها الشباب الفلسطيني، بل من خلال الواقع العام لمسار القضية والأرض والعمل الجماعي.
وأشار خروب إلى منظمة التحرير الحقها محمود عباس بالمجلس المركزي والمجلس الوطني ولم تعد ممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، بعد أن جاء بحسين الشيخ كوريث له ويمكن أن يعين نائب له ماجد فرج وهي مسألة يحكمها العراب الإسرائيلي وليس القرار الفلسطيني للأسف الشديد.
وبين خروب أن أنه لا يوجد مقاومة بلا قيادة وهناك بطولات فردية فقط حيث هناك انقسام واضح في المشهد الفلسطيني.
واكد على أن المطلوب الآن من الجامعة العربية إعادة تعريف العدو مشيرا إلى أن التعريفات الجديدة أشارت إلى أن العدو الجديد أصبح إيران وحزب الله.
وأوضح خروب أن محمود عباس لم يعد يعترف بمنظمة التحرير ولا يعترف بانتهاكات العدو مشيرا إلى أنه لم يقوم بتحويل ملف الشهيدة شيرين ابو عاقلة إلى المحكمة الدولية وهذا ناتج عن التنسيق الأمني مع الكيان الإسرائيلي.
ضغوط عربية لمنع التوافق الفلسطيني وإجراء الانتخابات التشريعية
وأكد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط الدكتور جواد الحمد، أنه ليس من الصعب أن يحصل اتفاقات في المشهد الفلسطيني للمرحلة الحالية وأنها قد حصلت سابقا.
وبين الحمد أن هناك عمل كبير من دول عربية لمنع التوافق أو المصالحة الفلسطينية والضغط المستمر والتخويف من إجراء الانتخابات التي سيكون لجانب حماس فيها تقدم ونجاح.
وأشار الحمد إلى أن القضية الفلسطينية موجودة على الواقع وحيه حيث أنها كلما اختفت أو انشغل عنها العالم جاء حدث ما واعاد لها حضورها من جديد ووضعها على الطاولة العالمية من جديدة.