"تحت سيطرة تجار ومتنفذين".. السر الغامض وراء نقص وارتفاع أسعار الدجاج
عماد عبدالكريم
يستمر لغز نقص كميات الدواجن المتوفرة في الأسواق رغم مرور أسابيع على توقف توريدها من المسالخ وشركات الإنتاج، إلى جانب ارتفاع غير مسبوق في أسعارها.
وشهدت الأسواق قبل وبعد عيد الفطر انقطاعا في هذه المادة الغذائية الأساسية لأسباب ظلت مجهولة وتم في حينها الإشارة إلى توقف الإنتاج والتوريد بسبب طول عطلة العيد إلا أن الأسواق ما تزال تشهد نقص كبير فيها.
وتحول الدجاج خلال الأسابيع الماضية إلى سلعة ثمينة، ووصل سعر كيلو دجاج النتافات حاليا إلى 1.9 دينار بينما سعره المحدد من الحكومة 1.65 دينار.
مواطنون أكدوا خلال اتصالات ووشكاوى أن هذه السلعة الغذائية غير متوفرة باستمرار وتشهد انقطاعات من الاسواق في وقت مبكر ولم تجد طريقا للحل حتى بعد تدخل الحكومة في مراقبة الكميات المطروحة في السوق ووضع سقوف سعرية.
سيطرة وتحكم متنفذين
أكد رئيس جمعية حماية المستهلك د. محمد عبيدات، أن المشكلة ما تزال مستمرة لكن الجهات ذات العلاقة لا تتحرك في حل هذه المجال سواء وزارة الصناعة والتجارة أو الزراعة أو اتحاد المزارعين.
وقال عبيدات في اتصال مع صحيفة "أخبار الأردن" إن "الحديث عن اكتفاء أو توفر هذه السلعة غير صحيح كونها غير متوفرة بشكل كافٍ، ونسمع ونرى شكاوى كثيرة في هذا الملف"، مطالبا الجهات المعنية بالخروج إلى المجتمع والحديث بكل مصداقية وشفافية حول أسباب التي تحدد توفر هذه السلعة وتزيد من أسعارها.
وبين عبيدات أن الجمعية تتلقى يوميا عشرات الشكاوى حول عدم توفر الدجاج في بعض الأسواق وارتفاع أسعارها في أسواق أخرى تفوق السقوف السعرية المعلنة من قبل الوزارة.
وأضاف عبيدات أن المواطن يعتبر المتضرر الأول من هذا التخبط والغياب الواضح للجهات المعنية متهمها بأنها تحت سيطرة تجار ومتنفذين في هذا القطاع ويتحكمون بقراراتها وتصريحاته.
إنتاج أكثر من 700 ألف طير يوميا
من جهته قال رئيس الاتحاد النوعي لمربي الدواجن حسان خماش، إن حجم الإنتاج من الدواجن كبير وثابت ومتوفر باستمرار حيث يصل حجم التوريد للأسواق قرابة 449 ألف طير يومياً في حين يتم بيع قرابة 200 ألف طير في محلات النتافات وهذه كميات كبيرة وتكفي احتياجات الأردنيين.
وحول موضوع الأسعار، بين خماش في تصريحات لـ"أخبار الأردن" أن سبب ارتفاع أسعار الدواجن مرتبط بكثير من الأمور منها أسعار الأعلاف وارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج وحجم العرض والطلب.
وأوضح خماش أن الأسعار ارتفعت لكثير من السلع الأساسية الأخرى حيث شاهدنا مواد تضاعفت أسعارها أكثر 3 مرات خاصة مادة الزيت، وتساءل: "لماذا يصبح الاعتراض والاحتجاج على مادة الدواجن رغم ما يعانيه المزارع من ظروف صعبة وغلاء لكثير من مدخلات الإنتاج؟"، مؤكداً أن أسعار الدواجن لا تتأثر كما تأثرت أسعار المواد الغذائية بشكل عام.
ونفى خماش أن ليكون هناك "حيتان" تسيطر على أسعار الدواجن أو تتحكم في كميات توريدها إلى الاسواق، لكن في ملف الدواجن المستوردة يجب أن تتحقق الجهات المعنية من ضبط عملية الكميات التي دخلت والتي بيعت في الأسواق والتي لم تباع أو بقيت في البرادات.
لا ممارسات احتكارية
من جهتها، أصدرت وزارة الصناعة والتجارة والتموين قبل أيام بياناً صحفياً أكدت فيه أنه لا يوجد ممارسات احتكارية في السوق المحلي للدجاج بحُكم وجود عدد كبير من منتجي ومربي الدواجن اللاحمة.
وقالت الوزارة إنها تتابع مجريات السوق المحلي بشكل مستمر وتقوم باتخاذ الإجراءات المناسبة في حال وجدت اختلالات سعرية وقد تدخلت الوزارة عندما قامت بتحديد سقوف سعرية للدواجن.