"عين الحكومة الحمراء".. لا ترى اختفاء السلع وغلاء الأسعار في الأسواق!
اخبار الاردن – عماد عبدالكريم
لم تتغير اوضاع الاسواق في الاردن منذ بدء وانتهاء شهر رمضان المبارك مروراً بعطلة العيد التي شهدت اختفاء بعض السلع الأساسية مثل الدواجن او احتكارها من قبل تجار واصحاب مزارع وحتى هذه الأيام تشهد اسعارها قفزات بهلوانية غير معتادة ولدرجة حرم من تناولها كثير من المواطنين .
الأسواق في الأردن معادلة صعبة الفهم او الحل الحكومة تصرح وتهدد وتعلن انه لا مشاكل او نقص او غلاء في الأسعار، بينما الواقع مختلف مواد وسلع مفقودة لا تباع واسعار جنونية لمواد اساسية في غذاء الأردنيين وتجار يفرضون سطوتهم ونفوذهم في هذه الاسواق.
من قطاع الخضار الى اللحوم الى الدواجن والزيوت وغيرها الكثير فالقائمة تطول، و لا حلول لدى الجهات المعنية لما اصاب هذا السلع من غلاء وفقدان في الأسواق ، لدرجة ان محلات بيع الدواجن تغلق ابوابها لأيام بسبب عدم توفرها والحكومة في سباتها حتى اليوم .
غير منطقي
قال رئيس جمعية حماية المستهلك محمد عبيدات، ان لدينا في الاردن اكتفاء ذاتي في الدواجن وهذا يفرض على الحكومة والجهات ذات العلاقة ان تفرض سقوف سعرية على كافة انواع الدواجن حتى لا يتضرر المستهلك .
واضاف في تصريحات لـ "اخبار الاردن" ان اختفاء سلعة اساسية في غذاء الاردنيين، ايام عطلة عيد الفطر قضية غير منطقية وغير مبررة لان سلاسل الاغذية يجب ان تستمر خلال العطل، مشيراً إلى ان المعلومات تتحدث عن قيام المطاعم بشراء كافة الكميات من هذه السلعة الموجودة بالأسوق مما تسبب بفقدانها وارتفاع اسعارها حتى اليوم .
وبين ان هناك اخفاء لكثير من المعلومات عن المواطن والجهات الرقابية فيما يخص توفر السلع وعدم الكشف عن حجم التصدير منها إلى الخارج حيث ان ارتفاع اسعار اللحوم الحمراء سببه نقص الكميات من الاسواق بسبب التصدير.
هيئة لحماية المستهلك
وانتقد عبيدات دور وزارة الصناعة والتجارة في التعاطي مع كثير من القضايا التي تهم توفير السلع الأساسية للمواطن، مشيراً الى اهمية ايجاد هيئة مستقلة ومختصة لحماية المستهلك، كون الجهات الحكومية لا تقوم بواجبها في هذا المجال.
وأكد على أن كثير من الدول العربية والخليجية تتوفر فيها مثل هذه الهيئات المستقلة للحفاظ على الأمن الغذائي للمواطن من ارتفاع الأسعار او توفر السلع الاساسية على مدار العام في الاسواق ، مشيراً الى عدم قدرة الجهات الرسمية بالسيطرة على الاسعار خلال الفترة الماضية وانسحابها من المشهد الرقابي .
الأسعار لا تنسجم مع التكاليف
وقال رئيس جمعية مربي المواشي زعل الكواليت، ان تأثر الأسواق بنقص الدواجن وعدد من السلع كان لأسباب تتعلق بطول عطلة عيد الفطر السعيد، مما اثر على سلاسل الانتاج والنقل والتزويد لعدد من المحلات والمولات الكبرى.
واشار في حديثه لـ "اخبار الاردن " إلى ان " الدواجن" شهدت اقبالاً كبيراً خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع اسعار الدجاج المجمد على الدجاج البلدي مما زاد في الطلب والاقبال على البلدي الأمر الذي تسبب بنقصه من الأسواق ، إضافة إلى غلاء اللحوم الحمراء فكانت البديل لذلك اقبال كبير على الدواجن.
وانتقد الكواليت دور الحكومة وتوجهاتها في تحديد سعر الدجاج ووضع سقوف سعرية له والابقاء على أسعار الأعلاف مرتفعة مما تسبب بخسائر طالت صغار المزارعين ، مشيراً الى أن غياب وزارة الصناعة والتجارة فاقم الازمة وكان تدخلها في تحديد سقوف للأسعار غير صحيح وساهم في توسع الازمة ، حيث لا بد من النظر في التكلفة ومدخلات الانتاج والضرائب المفروضة عليها قبل تحدي الأسعار .
واوضح أن غلاء اللحوم الحمراء سببه يعود الى غلاء في اسعار اللحوم المستوردة من الخارج بسبب ارتفاع اسعار النقل والشحن وارتفاع اسعار الاعلاف، مشيراً الى ان هذا الارتفاع شهدته الأسواق قبل شهر رمضان المبارك حتى اليوم ، متوقعاً ان تستمر اسعار اللحوم الحمراء المستوردة والبلدية في الارتفاع حتى عيد الاضحى المقبل .