الديري تكتب: حين يغيب الحجاب عن الشاشة.. أين هوية التلفزيون الأردني؟
بقلم: حلا الديري
التلفزيون الأردني ليس مجرد شاشة، بل مرآة للوطن. ومن الطبيعي أن يهتم الناس بكل ما يجري داخله، خاصة عندما تُعلن دورة جديدة ويترافق معها تغييرات في الوجوه الإعلامية والمذيعين. لكن ما يحدث اليوم يثير كثيرًا من التساؤلات حول المعايير التي تم اعتمادها في هذه التعيينات الأخيرة.
نُقلت إلينا صورة أن “الاختيار تم على أساس الكفاءة والخبرة”، لكننا لم نرَ معايير واضحة أو إعلانًا رسميًا للفرص، ولم نسمع عن لجان تقييم شفافة. هل الكفاءة تعني الشكل؟ أم الصوت؟ أم الخبرة؟ أم أن وراء الكواليس حسابات أخرى لا نعرفها؟
السؤال الذي يطرحه كثيرون اليوم: لماذا تم استبعاد مذيعات محجبات؟
هل لأن الحجاب لم يعد ينسجم مع "الصورة الجديدة" التي يراد لها أن تظهر على الشاشة؟
أم لأن هناك توجهًا لإعادة رسم هوية بصرية مختلفة لا مكان فيها لمن تمثل المرأة الأردنية المحافظة؟
المؤسف أن بعض المذيعات المحجبات اللواتي تم استبعادهن هما صورة مشرفة للمرأة الأردنية، ويجمعن بين الاحتراف والالتزام والاحترام. ليسو مجرّد مذيعات، بل وجوهًا تعبّر عن ثقافة مجتمع كامل. فهل يُعقل أن يتحول الحجاب من رمز وقار إلى سبب للإقصاء؟
التلفزيون الرسمي يُفترض أن يكون بيت الجميع، لا مساحة لتوجه واحد في الشكل أو المظهر. وعندما يُستبعد التنوع لصالح نمط محدد، يفقد الإعلام جزءًا من مصداقيته.
نحن لا نرفض التغيير، بل نرفض أن يُبنى التغيير على حساب العدالة والتوازن. فالتجديد لا يعني إلغاء من يشبهون الناس، ولا التطوير يكون في الشكل دون المضمون.
من حق المواطن الأردني المحافظ أن يرى نفسه في تلفزيونه، وأن يجد على الشاشة وجوهًا تمثله وتحترم ثقافته، لا أن يشعر أنه غريب داخل وطنه.
الذوق لا يُفرض، والحجاب ليس حاجزًا أمام الإبداع، والكفاءة لا تُقاس بنمط اللباس.
الإعلام الوطني الحقيقي لا يخجل من هوية شعبه، بل يعتز بها ويقدمها للعالم بثقة واحترام.

