شديفات يكتب: لماذا الاحتفال بماضي القطار فقط ؟
د. نضال شديفات
بينما نحتفل بتدشين قاطرة بخارية يعود تاريخها إلى مئة عام بعد ترميمها بتوقف دام أربعة عقود يطرح الكثيرون سؤالاً مشروعاً: لماذا هذا الاحتفاء بالماضي في وقت نحن بأمس الحاجة إلى تحديث وسائل النقل؟
لا شك أن إحياء التراث وإعادة الحياة إلى القاطرة البخارية يعد عملاً فنياً وتاريخياً يستحق الإشادة خاصة وأنه تم على أيدي كوادر وطنية في الخط الحديدي الحجازي فهو يشهد على براعة هذه الكوادر وتعلقها بتراثها وقد غطيت خبر مماثل قبل سنوات عندما كان وزير النقل دولة م. نادر الذهبي
ولكن في المقابل تظل هذه الخطوة أشبه باستعادة ذاكرة جميلة في وقت نحتاج فيه إلى خلق مستقبل أفضل.
فالمفارقة اليوم تظهر عندما يكون التوجه في الاول من تشرين الثاني بمنع استيراد سيارات مضى عليها اربع سنوات بداعي التحديث بينما نعيد تشغيل قاطرة تجاوزها الزمن.
أليس الأجدر بنا توجيه الطاقات والموارد نحو تطوير شبكة قطارات حديثة سريعة وآمنة تليق بطموحات المواطن وتلبي احتياجات التنمية ؟
والحقيقة إن التحدي الذي يواجه وزير النقل المبدع عندما كان وزيرا للعمل ليس في إعادة تدوير الماضي بل في بناء مستقبل نقل متكامل وفعال فالمواطن يستحق أكثر من مجرد صورة جميلة من الماضي بل يستحق نظام نقل جماعي وحديث يحفظ كرامته ويوفر وقته فقد كانت حركة باصات النقل العام قبل ربع قرن افضل مما هي عليه اليوم .
