التل يكتب: الاستدارة إلى الضفة الغربية !!

{title}
أخبار الأردن -

 

محمد حسن التل..

بموافقة الكنيست اليوم على القراءة الأولى لقانون ضم الضفة الغربية يؤكد صدق التوقعات التي كانت تشير إلى أن إسرائيل عندما تنتهي من ملف غزة ستستدير إلى الضفة الغربية التي هيأت الأرضية فيها منذ أعوام  من خلال فرض سياسة الأمر الواقع  على الأرض تمهيداً لتنفيذ مخططها  في الضم ..
في هذه الحالة السؤال ماذا سيكون رد الفعل الدولي والعربي والأردني.. وباستثناء رد الفعل الأردني لن تخرج ردود الفعل الأخرى عن التنديد والتهديد بعقوبات لا تنفذ.
أما على الجانب العربي فقد يكون الموقف العربي متطوراً كما كان إزاء ما حدث في غزة  ..

أما الموقف الأردني سيكون مختلفاً تماماً، فالأردن يعتبر أن ضم الضفة الغربية وتهجير سكانها إليه يعتبر إعلان حرب، وأنه لن يسمح تحت أي ظرف مهما كانت ماهيته لتنفيذ هذه الجريمة، وأنه لن يخضع للابتزاز في هذا الموضوع، ذلك لأنه لا يمكن أن يتحمل مرة أخرى تصدير المشاكل الناتجة عن مشاريع إسرائيل أوغيرها إلى جغرافيته، وهو بالأصل لديه قضاياه الاقتصادية التي يجهد كثيراً للتغلب عليها، ثم إن بنيته التحتية خصوصاً بعد اللجوء السوري لم تعد تحتمل أي ضغط جديد، ولن يعيد التجربة مرة أخرى، ولن يسمح بأي اختلال ديمغرافي يؤثر على بنيته المجتمعية، هذا على الجانب الفني، أما على الجانب السياسي فالأردن لم يكن يوماً إلا إلى جانب تثبيت الفلسطينيين في أرضهم، ولم يكن هذا الموقف استعراضياً، بل  ترجم إلى واقع على كل المستويات السياسية واللوجستية على مدار عقود خصوصاً في العقدين الماضيين ، ولن يقبل بالمطلق أن يكون بوابة لتهجير الفلسطينيين،
وليس من باب التكرار فإن الأردن  يحرص على القضية الفلسطينية  ويسعى إلى قيام الدولة الفلسطينية، وهذا الموقف معروف لكل العالم ليس فقط من ادأجل حقوق الأشقاء الفلسطينيين  ، بل أيضا لاعتبارات تخص مصالحة القومية العليا ، وهو يرى أن  حل هذه القضية مصلحة قومية عليا له.. تستقر فيها شضحدوده الغربية، وتلغي فكرة التهجير نهائياً، كما أن فكرة الوطن البديل ستذوب من العقول المريضة لدى الإسرائيليين ولن أقول من المتطرفين منهم فقط، بل كل الإسرائيليين لأن المجتمع الإسرائيلي الذي أفرز حكومة برئاسة نتنياهو وتضم سمورتش وبن غفير وغيرهما من الإرهابيين هو قطعاً مجتمع متطرف، لا ينظر إلى السلام الذي ينشده العرب إلا ضرباً لأحلامهم  بمشروع إسرائيل الكبرى، وهم لا يخفون هذا ، واستطلاعات الرأي الأخيرة التي أجريت هناك لا زالت تظهر أن الأحزاب الدينية المتطرفة لا زالت محافظة  على مساحة كبيرة من تأييد الإسرائيليين، وهذا يشير إلى أن المجتمع الإسرائيلي يلتف حول هؤلاء الذين استطاعوا إقناعه أنهم وحدهم القادرون على حمايتهم في محيط يعاديهم ويسعى لاجتثاثهم وتدمير دولتهم حسب إدعاءاتهم..

الضفة الغربية تشهد منذ سنوات محاولات تغيير  للواقع ، وأصبحت الأرضية جاهزة فيها لتنفيذ عملية الضم، فبوجود أكثر من ألف حاجز وبوابة بين مدنها وقراها وإنهاء ما تبقى من السلطة الفلسطينية في رام الله ، يعني أن القرار شبه متخذ ولا ينقصه إلا التوقيع ، وما تم اليوم في الكنيست الإسرائيلي يؤكد أن إسرائيل ماضية في مشروعها وربما أخذت من حلفائها في الغرب ضوء أخصر بهذا في المطابخ السياسية المظلمة هناك..

السؤال الأهم هل سيترك الأردن ومعه الفلسطينيون وحدهم في المواجهة أم أننا سنرى موقفا دوليا وعربيا قويا لردع إسرائيل ..الإجابة تظل في طيات المستقبل!!

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية