سفير عربي نافذ يقنع ترامب بالتراجع عن "التسامح مع حماس"
• بلادي لن تنفق دولارًا واحدًا في إعادة إعمار غزة إذا احتفظت حماس بأسلحتها
• عمق عداء دولة السفير لكل قوى الإسلام السياسي يتجاوز الاعتبارات الأخلاقية والدينية
• السفير يرتبط بعلاقات شخصية وثيقة مع نتنياهو منذ عام 2005
• التحريض الممنهج ضد غزة ومقاومتها بلغ حدّ الصدمة حتى للإسرائيليين أنفسهم
قال أستاذ العلاقات الدولية في واشنطن الدكتور عصام صيام، إنّ سفيرًا عربيًا مقرّبًا جدًا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تدخّل بصورة مباشرة لإقناعه بالتراجع عن تصريحاته الأخيرة التي فُهمت على أنها تتضمن تسامحًا مع احتفاظ حركة حماس بأسلحتها، بما في ذلك الخفيفة منها.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن السفير المعني، ووفقًا لما ورد من صديقٍ مقرّب وزميلٍ سابق في أحد مراكز الأبحاث بالعاصمة الفيدرالية، أرسل رسالة مباشرة إلى ترامب، أكّد فيها أن بلاده "لن تنفق دولارًا واحدًا في عملية إعادة إعمار غزة"، في حال سمحت الإدارة الأمريكية لحركة حماس بالاحتفاظ بأيٍّ من أسلحتها، معتبرًا أن هذا الأمر "يعني بقاء الحركة ومعها قوى الإسلام السياسي على قيد الحياة"، على حدّ قوله.
وبيّن صيام أن هذه الرسالة الحاسمة دفعت ترامب إلى التراجع عن تصريحاته الإيجابية نسبيًا تجاه حماس، بل والتهديد بـ"استئناف الحرب على غزة" في حال لم تسلّم الحركة كامل أسلحتها وفق الصيغة التي تراها واشنطن مناسبة وتحظى بموافقة إسرائيل.
ونوّه إلى أن هذا الموقف لا يبدو مستغربًا بالنظر إلى "عمق العداء الذي تبديه تلك الدولة العربية لكل حركات الإسلام السياسي دون استثناء"، موضحًا أن هذا العداء يتجاوز حدود الخلافات السياسية إلى ما يشبه الموقف العقائدي الراسخ، وأن تلك الدولة "لا تتوانى عن تغليب مصالحها وأجنداتها الإقليمية على أي اعتبارات أخلاقية أو إنسانية أو حتى دينية".
ولفت صيام الانتباه إلى أن السفير المذكور يرتبط بعلاقات وثيقة برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أنه سبق أن رصده شخصيًا في لقاء جمعهما في مطعم Lebanese Taverna بولاية فرجينيا عام 2005، أي قبل موجة التطبيع بثلاثة عشر عامًا، مضيفًا أن السفير "اعتاد على التحريض العلني والممنهج ضد غزة ومقاومتها ومدنييها بطريقة صادمة حتى بالنسبة للإسرائيليين أنفسهم".
ونبّه إلى أن المشهد الحالي يُنذر باستئناف العدوان على غزة تحت ذرائع جديدة، موضحًا أن نتنياهو يكرر في خطاباته عبارة "المهمة لم تكتمل بعد"، وهو ما يعكس – بحسب تعبيره – "نية مبيتة لتوسيع الحرب وتحقيق أهداف سياسية أوسع تتجاوز البعد العسكري المباشر".
واستطرد صيام قائلًا إن إسرائيل ماضية في مشروعها ضمن مناخٍ إقليميٍّ يتيح لها هامشًا واسعًا من الدعم الضمني أو الصمت المتواطئ، مشيرًا إلى أن ما يجري إعادة صياغة شاملة لمعادلة القوة في المنطقة، في ظل ما وصفه بـ"تواطؤ عربي معلن وتواطؤ دولي مغلّف بخطاب إنساني زائف".

