سارة عيسى تكتب: من قلب النزاع في السودان، التشريد والتجويع يتركان الملاين بلا مأوى
سارة عيسى
يرى البعض أن التشريد والتجويع سوى مشاهد متكررة في نشرات الأخبار الآنية، تمر بلا أثر، الا أن الواقع يروى قصة مأساوية مؤلمة وأكثر وجعا يعيشها بشر اقتلعوا بيوتهم، وفقدوا أمنهم ولقمة عيشهم. في السودان، تحولت حياة الملايين الى رحلة قاسية بحثا عن مأوى يحميهم ووجبة بسيطة تبقيهم احياء، حتى بات التشريد والتجويع مشهدا مأساويا متكررا في تفاصيل حياتهم.
وفي جانب إنساني مؤثر بين الخرطوم ومدن السودان الاخرى: أم سودانية تروي قصة نزوحها: " يوم من الأيام دخلوا علي الدعم السريع الساعة تسعة ونص صباحا جرو السكين والساطور افتحي الباب حكاية بتاعت ارهاب اطلعوا اطلعوا عايزين نقعد هنا، الأوضة حقتي اتسرقت كلها، تشردنا، تمرمطنا، تبهدلنا ما عندنا أي حاجة الا الجمعيات الخيرية تستلطف تدينا جينا لا نملك أي حاجة لا قرش، لا عفش، ولا ذهب بس على الله " شهادات كهذه تختصر ألم أمة بأكملها.
ما أثار اعجابي في قصتها أنها تستنجد بالجمعيات الخيرية ، والمنظمات الدولية وعينيها مليئتان بالحزن والغصة، في مشهد انساني يجسد عجز الأفراد أمام فداحة الحرب.
لم يعد النزاع يقتصر على استخدام السلاح فقط، بل أصبح الحرمان من الموارد الأساسية مثل الطعام، الماء، والدواء أدوات للقتل البطئ، تستخدم كسلاح حرب حيث أنه لا يقل دمارا عن الأعمال العسكرية، لكنه في بعض الأحيان أشدة قسوة لأنه يمس حياة المدنيين بشكل يومي.
كل شخص منا يمتلك القدرة، لو بمساهمة بسيطة، على أن يصنع فارقا، ويكون شريكا في تخفيف الأزمة الانسانية التي يعاني منها الشعب السوداني.
إن صدى صرخات المنهكين في السودان تتجاوز حاجز الأرقام والاحصائيات الجامدة. ما يحدث في السودان ليس فقط مجرد أزمة بل هي عدم مقدرتنا في حماية الإنسانية. عندما نرى أطفالًا ينامون تحت السماء بلا سقف، وأمهات يصارعن الجوع لانقاذ اطفالهن من سوء التغذية، يجب أن ندرك بأن هناك واجبًا أخلاقياً يقع على عاتقنا.

