أبو رحمة يكتب: قراءة تحليلية للقاء الملك مع بي بي سي

{title}
أخبار الأردن -

د. سعيد أبو رحمة/ غزة

قراءة تحليلية  للقاء جلالة الملك عبدالله الثاني في مقابلةPanorama مع الـBBC، وتأثيره المحتمل على المشهد الفلسطيني والعربي:
جلالة الملك عبدالله الثاني أعلن صراحة أن الشرق الأوسط محكوم عليه بالهلاك إذا لم تُستكمل عملية السلام وتُقام دولة فلسطينية مستقلة، بقوله:  
> “If we don't solve this problem … Middle East is doomed.
هذا التصريح يحمل بعدًا تحذيريًا جريئًا، إذ لا يكتفي بالتنديد أو اللجوء إلى الشعارات، بل يربط مصير المنطقة برمته بإيجاد مخرج سياسي للقضية المركزية في الصراع العربي–الإسرائيلي. كما شدد الملك على أن الحل لا يمكن أن يكون مجرد مشاريع مؤقتة، بل يتطلب أفقًا سياسيًا متكاملاً. 
كما أشار إلى أن المفاوضات القادمة يجب أن تضمن أن الفلسطينيين لهم مستقبل حقيقي، وليس مجرد دور شكلي في غزة، وأن استمرار الضغط الدولي والالتزام السياسي ضروريان لدفع الأطراف نحو تنفيذ بنود الاتفاق. 
وقد حمل محتوى اللقاء الدلالات الاستراتيجية والرسائل الضمنية
من خلال توجيه ضغوط مضاعفة على الأطراف المترددة.  
التصريح الملكي يؤكد أن أي طرح سياسي لا يضم الدولة الفلسطينية لا يُعدّ حلاً حقيقيًا، وبالتالي يضع بمعزل من يقف في وجه ذلك — سواء في إسرائيل أو في بعض التوجهات الدولية الجديدة. الرسالة: لا سلام دون فلسطين.
اللقاء يؤكد إعادة تموضع الأردن كقوة ضاغطة.وتأكيد أن الأردن لم يكتفِ بالدور الوسيط، بل يقوم بتحذير جماعي لمن لا يرغبون في رؤية دولة فلسطينية عادلة.
إذا ما جاء توازياً مع خطوات عملية حقيقية، فقد يُعبّر عن نقطة تحول في مسار السلام. وإن بقي حبرًا على ورق، فستظل مجرد صرخة في وجه الرياح العابرة.
لقاء الملك عبدالله في Panorama هو أكثر من كلمة قوية، إنه تحذير استراتيجي ووثيقة شرعية تُلبس الأردن دورًا فاعلًا في هندسة المستقبل الفلسطيني.  
من خلال هذا القُدر من الصراحة والوضوح، يعيد الملك تأكيد دور الأردن المركزي في القضية الفلسطينية، ليس كداعم رمزي فقط، بل كأحد ضامني أي تسوية يجب أن تُحفظ الحقوق وسيادة القرار الفلسطيني.  
باستخدام لغة حادة، يقول الملك إن استمرار التجاهل ليس خيارًا، وأن كل الدول العربية والإسلامية والأطراف العالمية باتت مطالبة بتحكيم ضميرها وإعادة ترتيب أولوياتها السياسية لصالح السلام العادل.
تصريحات الملك قد تؤثر في الدبلوماسيين والرأي العام، لكنها لا تكفي وحدها لفرض التزام ميداني.
اللقاء جاء بالتزامن مع قمة شرم الشيخ، وتوقيع اتفاقيات وقف النار، مما يجعله جزءًا من المعركة الدبلوماسية حول صياغة ملامح المرحلة القادمة، وقد يُقرأ منه محاولات لابتزاز التزامات إضافية من الأطراف.
إذا ما تزامن هذا اللقاء مع خطوات عملية— مثل دعم رسمي  للفلسطينيين، إعادة الإعمار، مراقبة دولية صارمة، وربط كل خطوة بمسار سياسي فإنه قد يصبح مفتاحًا جديدًا لتحويل التسوية من اتفاق هش إلى تسوية مستدامة.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية