أبو حويله يكتب: تحيا الملكة...
إبراهيم أبو حويله.
عندما تكون النذالة مدرسة، والخسّة طبعًا، كانت سببًا في معاناة الكثير من شعوب العالم، وليس فقط الفلسطينيين.
في لحظة انتصار دبلوماسية برلين الغربية في خلق جوٍّ للتحالف مع الولايات المتحدة، ودفع مبلغ حوالي خمسة عشر مليار فرنك إلى الاتحاد السوفياتي للموافقة على سحب قواته وعودة ألمانيا متحدة، والتخلي عن ألمانيا الشرقية لكي تعود إلى سابق عهدها دولة واحدة،
جاءت الدبلوماسية الإنجليزية القائمة على الانتهازية واستغلال الفرص، وبطبيعتها المستغلة والخسيسة، لتفرض شروطًا في ليلة التوقيع، وتطلب توزيع قوات إنجليزية مكان السوفيتية المنسحبة، لتبقى إنجلترا مدرسة في النذالة واستغلال حاجات الشعوب.
لتعيد الجميع إلى الصفر من جديد، ويتحرّك وزير خارجية ألمانيا الغربية وبيكر، وزير خارجية الولايات المتحدة، لإقناع الإنجليز بعدم هدم المحادثات وإفشال الاتفاقية.
ولولا تدخل الولايات المتحدة لما سكت الإنجليز، فطبعهم الاستغلال، والاستغلال يحتاج إلى ظروف وأشخاص، وها قد حانت فرصتهم؛ فألمانيا تحتاج إلى الاتحاد، وستدفع ما يطلبه الإنجليز.
طبعًا، الاتفاقية كانت ستُوقَّع في موسكو، أي إن الفشل في الحقيقة كان سينسب إلى موسكو، وتخرج بريطانيا كالشعرة من العجين. وهكذا، لم يكن توحيد ألمانيا انتصارًا أوروبيًا خالصًا، بقدر ما كان درسًا جديدًا في أن المصالح لا تعرف أخلاقا .

