الدباس يكتب: تنظيم الدولة الإسلامية وحركة حماس هما السبب في احتمالية حصول ترامب على جائزة نوبل للسلام؟
الدكتور محمود عواد الدباس.
1/4
في العام 2017م، تمكن التحالف الدولي بقيادة أمريكا، وخلال السنة الأولى من الرئاسة الأولى للرئيس الأمريكي ترامب، من تحقيق انتصار عسكري كبير جدًا، شكل بداية الهزيمة الفعلية لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. مع التذكير بأن التحالف قد أسس في العام 2014م. لكن تحقيق النصر العسكري الدولي جاء مع تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية!. بعد عدد من السنوات، وفي العام الحالي 2025م، وخلال السنة الأولى أيضًا من الرئاسة الثانية للرئيس الأمريكي ترامب، جاءت مبادرة ترامب للسلام في غزة، بعد سنتين اثنتين من الحرب على غزة. والتي وافقت عليها ودعمتها العديد من الدول العربية والإسلامية والعالمية. هذه الخطة، مع أنها تأخذ من السلام عنوانًا لها، لكنها تعني القضاء على حماس. في الحالتين الاثنتين، في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية أو في التخلص من حركة حماس، كانت غالبية الدول العربية والإسلامية في صف ترامب.
2/4
في مزيد من التفاصيل، نذكر أنه في السنة الأولى من رئاسة ترامب الأولى، عقدت القمة العربية الإسلامية الأمريكية في الرياض. في تلك القمة، كان موضوع تنظيم الدولة الإسلامية حاضرًا بقوة تحت عنوان محاربة الإرهاب. بعد ذلك، تم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في كانون الأول من العام 2017م. فتحولت الدولة الإسلامية إلى تنظيم مطارد من جديد، ولم تعد دولة. في هذا العام، وهو السنة الأولى من رئاسة ترامب الثانية، تم وضع خطة السلام لقطاع غزة، والتي جاءت بعد اجتماع ترامب مع عدد من قادة الدول العربية والإسلامية للتباحث في هذا الموضوع. هذه الخطة، كما أسلفنا، تعني بكل تأكيد هزيمة حركة حماس، سواء كان ذلك وفق قبول حركة حماس للخطة الأمريكية المقترحة، أو أنه سيتم عبر العمل العسكري، أو ما يسميه ترامب "الجحيم السياسي" الذي ينتظر حركة حماس إذا لم توافق الحركة على خطته للسلام، أو أنها وافقت على عدد من بنود المبادرة ورفضت أخرى؟
3/4
السؤال اليوم: لماذا يقوم الرئيس الأمريكي ترامب بكل ذلك؟ هنا تعدد الأسباب. البداية دومًا تأتي من محاولة مخالفة بعض رؤساء الحزب الديمقراطي الذين تولوا الرئاسة الأمريكية. ثم دومًا هنالك هدف آخر، وهو حماية إسرائيل. لكن هناك سببًا ثالثًا، وقد ظهر في الأشهر الأخيرة، حيث سمعنا تصريحات مكررة للرئيس الأمريكي ترامب، يذكر فيها أنه ساهم في حل عدد من النزاعات في العالم، كما أنه قدم مساعدات إنسانية إلى أهالي غزة، وأنه رغم ذلك لم يشكره أحد. لقد كان الهدف من كل التصريحات مقدمة كي يعلن في غير مرة عن طموحه السياسي، وهو الحصول على جائزة نوبل للسلام. في اعتقادي، أن سعي ترامب نحو الفوز بجائزة نوبل للسلام، سببها غير المعلن هو المساواة مع أربعة من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية من الذين حصلوا على جائزة نوبل للسلام. منهم اثنان، وهما من أعضاء الحزب الديمقراطي، وهما كارتر الذي حصل عليها في العام 2002م بعد سنوات طوال من مغادرته رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وهناك أيضًا أوباما الذي حصل عليها في العام 2009م خلال رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية.
4/4
ختامًا، حيث أن الأبعاد السياسية تتدخل دومًا في تحديد من هو الفائز بجائزة نوبل للسلام لهذا العام، لذلك فإنه ليس مستبعدًا أن يكون الرئيس الأمريكي ترامب، الذي ساهم في القضاء على الخطر الإسلامي بنسختيه التكفيرية، وهي (تنظيم الدولة)! أو النسخة (الجهادية)، وهي حركة حماس، أن تكون تلك المنجزات هي بوابة عبوره للحصول على جائزة نوبل للسلام. يعزز ذلك إذا حدث ذلك فهو تلقيه مساعدة بدون أدنى شك من اللوبي اليهودي العالمي، ردًا على دعم ترامب اللامحدود لدولة إسرائيل، فهو أعظم صديق لها، بحسب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؟

