القعير يكتب: توني بلير: هل يروّج لانتداب أم لاحتلال غزة؟

{title}
أخبار الأردن -

 

 

إبراهيم القعير

قال بلير: "أعتقد أن مكان البدء بعملية السلام غزة". بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، عرّاب غزو أفغانستان والعراق، اختير ليكون رئيسًا لسلطة انتقالية ستُحكم غزة لعدة سنوات بدعم من ترمب ودول عدة. عُرف بدعمه لتدمير العراق وأفغانستان وكوسوفو وفلسطين. "عرّاب الصفقات" مرتزق لخدمة وحماية العصابة الصهيونية العالمية؛ منافق وكذاب محترف، ومراوغ ودجّال. هدفه الأول والأخير تكريس الاستعمار والاحتلال والفاشية والعنصرية والإمبريالية الصهيونية في الشرق الأوسط، ودعم الاتفاقيات الإبراهيميّة الشيطانية المدمّرة للشعوب. شارك منذ بداية الحرب — في اليوم التالي — بعد اندلاعها في غزة.

بلير اعتذر عن أخطاء بلاده في العراق بعدما دمرها. واعترفوا بأنهم كانوا كذّابين وضلّلوا الرأي العام هو وبوش الابن. وهل سيعتذر مستقبلاً عن أخطاءه في فلسطين في ظل غياب تام للعدالة والإنسانية والأخلاق؟ لماذا لم يُقدّم إلى محكمة الجنايات الدولية على جرائمهم الإنسانية والأخلاقية في كوسوفو وأفغانستان ولبنان والعراق وفلسطين...؟

لا زال الشعب الفلسطيني يعاني من آثار الاحتلال البريطاني ووعد بلفور، والظلم والقهر والعذاب والقتل والتهجير القسري منذ قرن من الزمن، في ظل غياب تام للعدالة وحقوق الإنسان.

لقد شارك بلير في عزل حركة المقاومة الفلسطينية بعد فوزها في الانتخابات الفلسطينية، واستمر مبعوثًا دوليًا للجنة الرباعية الدولية الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط منذ عقدين — ماذا حقّق غير تمكين الكيان الصهيوني في الشرق الأوسط؟ الصحافة البريطانية ألصقت ببلير وصف "كلب بوش المدلّل"، ولأنه كلب ترمب.

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، تردد اسم بلير بقوة على منصات التواصل بعد أن كشف الإعلام الصهيوني أن بلير عقد عدة لقاءات مع قادة الاحتلال، وهو صاحب فكرة التهجير القسري للشعب الفلسطيني. وتُعتبر مشاركة بلير في هذا السيناريو جريمة حرب وتندرج في إطار مخططات الاحتلال لتعميق الإبادة الجماعية والتهجير القسري في صفوف الشعب الفلسطيني.

بلير يعد أداة من أدوات الصهيونية الأمريكية الانتهازية والسردية المضللة في الشرق الأوسط وتشتيت الرأي العام العالمي، ويدعمه صهاينة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ودَرّبَ السيسي مئات الشرطة لحماية بلير والسيطرة على فلسطين، وجندوا داخل غزة عشرات المرتزقة مع أبو شباب والأسطل، ويدعون إلى مواجهة الإسلام وتحرير الشعوب، ويعزّزون النزاعات الإقليمية والعربية والجهوية والاتفاقات الإبراهيميّة الشيطانية. وسيعمل على تمكين الكيان الصهيوني في فلسطين وفرض هيمنته على الشرق الأوسط.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض أمس الجمعة 26/9/2025 إن الرئيس ترمب ضد قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقالوا الصهاينة ونتنياهو: "لا توجد حدود وخطوط حمراء لتحركاتهم في الشرق الأوسط". وتجريد الشعب الفلسطيني من الأسلحة واستخدامهم لحماية وخدمة الكيان المرتزق الصهيوني. فعلاً، الشعب الفلسطيني يرفض استقبال وقبول هذا المجرم، ويقف بصرامة ضده ومنعه من دخول غزة وفلسطين.

بعد مضي عامين من الحرب الشرسة مع الكيان الصهيوني المهزوم والمدعومة من العديد من الدول وأوّلها أميركا، ألقوا آلاف القنابل المميتة التي تعادل عشر قنابل نووية، واستخدموا أسلحة محرّمة دوليًا، وقتلوا وجرحوا مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني — جلّهم أطفال ونساء — في غزة المحاصرة من جميع الاتجاهات، وحاربوهم بالجوع والعطش ونقص الأدوية، ورحلوهم عشرات المرّات قسرًا من منازلهم ولا يزالون. ومعظم شعوب العالم تقف معهم.

إنه من العار والذل والخذلان أن تقبل الشعوب العربية والإسلامية أن يدير الحكم في غزة عدوّ صهيوني حقير مرتزق منافق وكاذب ومخالف للقوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية. الشعب الفلسطيني فيه العديد من القادة القادرين على قيادة البلاد، ولن يقبلوا به.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية