بريزات يكتب: سبب العلة هل يمكن ان يكون هو علاجها !
د. موسى بريزات
تصفية القضية الفلسطينية ، والعربدة والتهديد باحتلال وحكم اقاليم عربية وتحديد مصير العالم العربي-شعوبا وأنظمة كاتباع لصهيون ، واستهانة واشنطن بالعرب والتعامل معهم كممتلكات إسرائيلية هي خيبات عربية لها اسباب بنيوية في النظام السياسي الرسمي العربي قبل ان يصبح حقائق تصفعنا صباح مساء فتذكرنا بعجزنا:
الحروب العربية - العربية العبثرة ( الساخنة والباردة) طيلة القرن المنصرم والحروب الاهلية اليوم وغدا ، و ارتهان الانظمة العربية للغرب منذ سايكس-بيكو ، والتبعية وحالة الاعتماد على هذا الغرب في كل شيء حتى في ضمان الامن الوطني لدول .
ان اول وأهم هدف لمنظومة سايك- بيكو هو عدم مقاومة او اجهاض وعد بلفور ،ثم تكريس تجزئة الأمة لتبقى دول متناحرة بحيث يكون من الصعب عليهم توحيد كلمتهم لمواجهة هذه التجزئة والاستعداد لافشال وعد بلفور، بينما من السهل التلاعب بهم وخلق العداوة والضغائن والمكائد بينهم لتتويج انجازات الحرب العالمية الأولى ضد احدى اقوى دولة إسلامية في التاريخ الاسلامي بشكل ديانة او اسلام جديد يناسب الغرب والصهيونة، وهذا ما حصل . انها الحقيقة المرة التي لا يرغب المسؤولون العرب الحديث عنها او تسليط الضؤ عليها ، وهي ان سايكس-بيكو ووعد بلفور هما العاملان الاساسيان اللذان حددا وما يزالان يحددا الجيوسياسي للدولة العربية الحديثة ابتداءا من انشاء هذه الكيانات في اطار منظومة سايكس-بيكو وشروط إدارتها . فمفهوم المصلحة الوطنية لعموم الدول العربية ونطاقها ، والى حد ما، ادواتها وشروطها لا تخرج بشكل مبدئي عن اهداف وغايات سايكس-بيكو ووعد بلفور الاستراتيجية، وكذا السياسات الخارجية والتحالفات الاقليمية والدولية لهذه الدول ، وكءلك طبيعة العلاقة بين نظامة الحكم في الدولة العربية ومجتمعاتها ، وبالتالي الاولويات الداخلية الأساسية في مجالات التنمية المستدامة ، والسيادة على الموارد الوطنية الحيوية
الاستراتيجية ، و سياسات التعليم والمناهج الدراسية ،والسياسات في مجال الاعلام ، وكثير من التشريعات المدنية ،ومفهوم الامن الوطني وعناصرة ،جميعها
تأخذها السلطات في الدول العربية بالاعتبار والحرص كاالتزامات ترتبط بالتحالف مع الغرب واهدافه في الاقليم وكونيًا ، لا سيما في القضايا الاستراتيجية . والحقيقة أن الدول العربية اخذت تتبنى مفاهيم التهديد الغربية ءدبداية ولاحقا الإسرائيلية كما نشاهد في معاداة المقاومة التحالف مع العدو الصهي^وني.
هذا ليس ادعاء او تخمين او موقف سياسي بل حصيلة دراسات موضوعية وملاحظات دقيقه و تجربة شخصية لكثيرين.
من هنا اصبحت فلسفة ادارة الحكم والشان العام في دولنا العربية وصيروراته ،داخليا وخارجيا وفي القضايا الحيوية والمصيرية ، في السلم والحرب ، لاسيما الامن الوطني ترتبط بدرجة كبيرة بالمصالح الغربية طيلة القرن الماضي - اي منذ سايكس-بيكو وبلفور مرتبطة بدرجة وثيقة بالتحالف العربي - الغربي بداية والعربي - الإسرائيلي لاحقا . لكن اذا كانت
منظومة سايكس-بيكو اللعينة هي التي تحتل الواجه على الصعيد الجيوسياسي والاستراتيجي في اولويات النظام السياسي الرسمي العربي فإن اشتراطات وعد بلفور حاضرة -معارضة وقبولا- وان كانت مناط خلاف واخذ ورد بين الدول العربية نفسها، وبينها وبين الغرب لفترة طويلة الى ان بدا انسحاب دول عربية عدة من حلبة المواجهة مع المحتل وصولا الى اقامة علاقات سياسية ودبلوماسية واقتصادية وامتية وثقافية ...على اثر كامب ديفد وسياسات الموادعة والتفاهم وحتى التحالف من قبل البعض مع العدو بعد اوسلو. ثم الاستدارة بالكامل لمواجهة الشعب الفلسطيني ومقاومته .
لذلك لايمكن ان تُعتبر عربد إسرائيل وتهديدها لدول عدة عربية وغير عربية بما فيها العدوان الأحدث على قطر مفاجأة ؛ بل ربما يكون خبرا منتظرا للبعض .
على ضؤ ما سبق هل يمكن الانقلاب على هذه البني الاستراتيجية التي ب̀دأت وتطورت وترسخت بين النظام السياسي الرسمي العربي والغرب وإسرائيل لمدة قرن وازيد بمجرد اجتماع قمة ليوم واحد !
اخير، هل يمكن الانقلاب على هذا الواقع الجيوسياسيى المتجذر والمتحكم على صعيد النظام والمجتمع بين ليلة وضحاها ؟
تأمل الشعوب العربية والاسلامية، وخاصة الشعب الفلسطيني المكلوم، تغييرا حقيقيا في السياسة العربية!
ربما !
اذا ما صدقنا خطابات الشجب الاستنكار النارية التي ملأت الفضاء،
وتغافلنا عن تجربتنا وما تعلمناه حول اداء حكوماتنا في مواجه العدوان الصهيوني هي انعكاس لمواقف ومبادرات وأفعال سياسية ودبلوماسية واقتصادية وعسكرية تم تبنيها في تحدي مفاجيء للحليف الامريكي والصديق الصه.^يوني على الاقل من قبل البعض من العرب ، وأن اعلان وفاة سايكس-بيكو والخروج على وعد بلفور المشؤم قد اتخذ وينتظر فقط اعلان هذا التطور الجيوسياسي الجذري غدا من قبل الزعماء تلعرب يؤيدهم نظرائهم الاسلاميون ; نعم يوم غدٍ.
عفوا العذر الشديد.. هذا بيان كتبته سنة 2125م ونسيته في ذاكرة حفيدي القادم بعد خمسة أجيال!
على كل حال هذا مجرد امل بالامة ووصيه للاحفاد بعد ان عجز جيلنا عن كسر الاصفاد وانتزاع حريتنا لنورثها لهذه الاجيال .
اللهم لا عزاء لنا. سنغادر هذا العالم خاليي الوفاض من أي انجاز نقابل به الله عز وجل بعد ان خذلنا اهل غزة وفلسطين..

