عملية "إلعاد".. رسائل وضرب لتخوم المستوطنات

{title}
أخبار الأردن -

محرر الشؤون السياسية

حملت عملية "إلعاد" الفدائية أمس الخميس (شرق مدينة تل أبيب) رسائل وعناوين عسكرية وسياسية متعددة، وإن كانت هذه العملية وما سبقها من عمليات وخصوصا آخر عمليتين، تحمل "بعدا" حمساويا، وإن لم تعلن حركة حماس، عن تبنيها لهذه العمليات صراحة، بقدر ما أعلنت عن دعمها لمثل هذه العمليات باعتبارها ردا على ما يقوم به الاحتلال من اعتداءات في الأقصى.

القراءة في هذه العمليات وخصوصا العملية الأخيرة، نرى فيها أن "حماس" مع الإشارة إلى عدم تبنيها لهذه العملية، باتت تتجه نحو ضرب تخوم المستوطنات، بدل ضرب قوات الاحتلال، وفي الوقت نفسه، تبتعد عن ضرب "الإسرائيليين داخل المدن"، مع العلم أن العمليات داخل المدن أسهل من الناحية اللوجستية والعسكرية.

ربما تسعى "حماس" من هذه العملية، إلى التأكيد على رسالة مفادها أنها موجودة ولاعب "أساسي" ومؤثر ومقاوم في الضفة الغربية، وبالتالي هي لا تنظر لتحقيق أهداف عسكرية فقط، بقدر ما تنظر لتحقيق أهداف سياسية أيضا، عندما تطرح مثلا مصطلح "المستوطنات غير الشرعية" وما يمثله هذا الخطاب من تغير نوعا ما جديد في العقلية النضالية الفلسطينية.

الرسالة الثانية التي تريدها "حماس" هي مزاحمة "فتح" وكتائب الأقصى في الضفة الغربية، وخصوصا ما تشهده "فتح" من "ترنح"، وبالتالي لا تريد أن تذهب الفوائد والمكاسب السياسية للسلطة الفلسطينية وفتح فقط، وإنما تريد هي أيضا تقاسمها واكتسابها.

تسعى "حماس" أيضا لتأكيد حضورها القواعدي والتنظيمي خارج حدود قطاع غزة، وأنها ليست مقتصرة على القطاع، وإنما هي قادرة أيضا على العودة المؤثرة في الضفة الغربية، وتنفيذ سلسلة عمليات فدائية.

الإشارة الأبرز في هذه العملية، هو سعي "حماس" لاستغلال ضعف الحكومة الإسرائيلية، مع الأخذ بعين الاعتبار والربط بين ما تحدّث به رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، قبل أيام ودعوته النواب العرب في الكنيست إلى اتخاذ قرار بالانسحاب من الحكومة الإسرائيلية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير