المغربي تكتب : وشوشات نسائية

رولا المغربي
جبل الله تعالى مخلوقاته على الفطرة، والمخلوق الوحيد الذي يحاول التصرف خلافا لفطرته هو الإنسان
الدب القطبي لم يحاول يوما أن يعيش في بيئة استوائية، لأنه مفطور أن يعيش في بيئة قطبية
أسماك السالمون لم تحاول يوما أن تسبح مع التيار لتتكاثر، لأنها مفطورة لأن تسبح عكسه
طيور البطريق لم تحاول يوما الطيران، على الرغم من امتلاكها أجنحه، لأنها تعلم أن أجنحتها لم تخلق للطيران، بل لتناسبها عند السباحة والغوص
منذ ملايين السنين والأسود تصطاد ذات الطرائد، لم نر يوما أسدا يتحول إلى آكل أعشاب
والأغنام ترعى ذات العشب، لم نر خروفا يوما يأكل غزالا أو يفترس أرنبا
خلق الله تعالى الإنسان فكرّمه تكريما منفردا بعقل يمكنه ابتكار طرق حياه متجددة قد تخالف فطرته، ليهتدي لخالق الكون الصمد
خلق الله تعالى آدم عليه السلام من التراب، ثم خلق حواء من ضلعه، فحواء هي جزء من آدم، والجزء مفطور لأن يتبع الكل، والكل مفطور لأن يقود الجزء ويحتويه
فالرجل قائد المرأة لا سيدها، والمرأة تعيش في كنفه وليست أمته، لم تكن القضية يوما من يسيطر على من، ولا من يلغي من
القضية كانت دوما أن يحنو الكل على الجزء، وأن يحتمي البعض بالكل لتكتمل الصورة بجمال
حين فطر الله الرجل ليكون قواما، هذا يعني أنه جعل المرأة إحدى مسؤولياته، لا إحدى ممتلكاته
وحين فطر المرأة لتعيش في كنف الرجل، فلأنه فطرة أن يحب رقتها، ويستعذب لجوءها إليه، لجوء أنثوي تمارس فيه المرأة فطرتها دون أن تشعر أنها تمتهن إنسانيتها
إنها الطريقة المتقنة التي أبدعها الله لتستمر الخليقة
فالرجل حين يتصرف على أساس أنه يحمي امرأته، لا يشعر أنه يتصدق عليها بقدر ما يشعر أنه يحقق رجولته
والمرأة حين تعيش رقيقة (قوارير) في كنف رجلها، لا تشعر أنها تابعة، بقدر ما تشعر أنها تحقق أنوثتها
هناك بيوت كثيره تقود فيها النساء الرجال، لكنهن يتمنين لو أن الرجل هو من يمسك زمام الأمور، فتهدأ هي ويزن هو
أحيانا تضطر المرأة أن تسد مكان الرجل، ولكنها تفعل ذلك من باب الاضطرار لا من باب الرغبة، لكنها إذا فعلت ذلك من باب التسلط ستفقد الكثير، وأعظم ما تفقده شغف الحياة وحب العطاء
المرأة التي تظهر على أنها تتصرف كيفما شاءت ومتى شاءت دون أن تجد من يكترث لها، لو تسألها ماذا تتمنين، ستخبرك أنها تشتهي رجلا يغار عليها، يسأل عنها، يتفقدها
هناك لفتات بسيطة لكنها ثروة في عيون النساء، لأنهن خلقن أن يسعدن بالبسيط
اسألوا النساء عن رجل يهديها وردة، رغم أن حديقتها ملأى بالورود
اسألوا المرأة عن رجل يخلع معطفة ليلبسها إياه في يوم ماطر، رغم أنها لا تشعر بالبرد
يا معشر الرجال: عندما تحررون النساء منكم، أنتم في الحقيقة، تحررون أنفسكم من مسؤولياتكم تجاههن
أنتم تتخلّون عن وظيفتكم الفطرية، وتدفعوهن ليتخلّين عن فطرتهن، فلا يعدن النساء نساء، ولا يعد الرجال رجالا
الرجل مطالب بألا يتخلى عن رجولته، والمرأة مطالبة أن تقاتل لأجل أنوثتها
اتبعي فطرتك، ثم فطرتك، ثم فطرتك
إياك أن تنخدعي بالتمكين والاستقواء والحرية والاستقلال بحجه المساواة والحقوق
الأنوثة ليست قيدا، إنما فطرة
والرجولة ليست قيدا، إنما فطرة
تخيلي ماذا سيحدث لو تخلّيت عن فطرتك
تخيلي ما هو شكل الحياة لو بقيت اللبؤة تأكل اللحم، والأسد يأكل العشب
ماذا لو حاول الديك أن يبيض، وحاولت الدجاجة أن تصيح؟
سيكون الديك مصدرا لغذاء الإنسان، والدجاجة سيكون لها (برستيج)، لن تقوم بالجلوس على البيض، وستكتفي بالصياح على الديك عندما يبيض
تخيلي لو حاولت العصافير أن تنهق
والحمير حاولت التغريد
والله، لا تحلو الحياة إلا إذا بقي الرجل رجلا، وبقيت المرأة امرأة
للرجل: حاول أن تكون منطقيا في رجولتك
للمرأة: حاولي أن تكوني منطقية في رجولتك