البراري يكتب: بين المقاومة والانقسام: أي طريق لمواجهة المخططات التهجيرية؟

{title}
أخبار الأردن -

  حسن البراري

تصريحات القيادي في حركة حماس، سامي أبو زهري، التي تدعو إلى التحرك المسلح عالميًا ضد محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، تعكس إدراكًا متزايدًا لدى قادة الحركة بأن المفاوضات للتوصل إلى اتفاق جديد لن تحقق أغراضها فلسطينيا.

لا أعرف إن كانت الدعوة لكل من يستطيع حمل السلاح في العالم للتحرك ضد المصالح الأمريكية والإسرائيلية تُشكل الاستراتيجية المناسبة لمواجهة التوحش الصهيوني المدعوم من قبل الرئيس ترامب. فالواقع أن من سيستجيب لمثل هذه الدعوة لن يُحدث إضافة حقيقية، ولن يؤدي إلى تغيير في قواعد اللعبة، ولا حتى في قواعد الاشتباك الحالية، التي لا تسير وفقًا لمصالح الفلسطينيين. وسيكون محبطا ألا يستجيب أحد لمثل هذه الدعوات!

أخشى أن يتم استغلال هذه الدعوة من قِبَل الفاشيين في تل أبيب كذريعة جديدة وذخيرة إضافية لقوى التوسع والتهجير، فتتحول إلى سلاح يُستخدم ضد القضية الفلسطينية بدلًا من تحقيق مكاسب مرجوة. ومما يزيد من الطين بلة تلك اللا مبالاه السياسية في المجتمع السياسي الفلسطيني، فمن غير المعقول أن تصل الأمور إلى حد خطر تصفية القضية برمتها دون أن يتحرك الجسم السياسي الفلسطيني نحو توحيد الصفوف وإعادة ترتيب أولوياته الوطنية، لتفويت الفرصة على من يسعى إلى تصفيتها.

يجب ألا يُهزم الفلسطينيون في هذه المواجهة، وهذا يتطلب أكثر من مجرد دعوة لحمل السلاح أو تحليلات سياسية. يخطئ العرب إن لم يساعدوا الفلسطينيين على تجاوز الفصائلية والانقسامات التي تستغلها إسرائيل لتعميق ضعفهم وتفتيت قضيتهم. ولا مجال لإلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك، أو إدانة دول بعينها لأنها لم تهب لمساعدة حماس، فكل هذا مجرد جدل بيزنطي لا يقدم شيئًا، بل يؤخر الحلول الحقيقية ويُبقي الفلسطينيين عالقين في دوامة الانقسام والصراع الداخلي بدلًا من توحيد جهودهم لمواجهة التحديات المصيرية.

 

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير