سياسة العصا والجزرة... 5 دول عربية في مرمى الولايات المتحدة

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الصحفي المتخصص في الشؤون الأمريكية عبد الرحمن يوسف إن كلام المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف يعكس توصيفًا دقيقًا للواقع دون أن يحمل في طياته تهديدًا أو طمأنة، فالغضب في الشارع العربي واقع لا جدال فيه، فمصر تواجه أعباء الديون، وتعاني من ارتفاع معدلات البطالة، وتزايد نسبة الفقر، بغض النظر عن دقة الأرقام المتداولة.

وأوضح الصحفي المقيم في واشنطن أن مصر تحظى بأهمية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، بصرف النظر عن الجهة التي تتولى الحكم فيها، وأي تغيير في موقف النظام المصري يتعارض مع ترتيبات كامب ديفيد واتفاقية السلام يثير قلق واشنطن وحليفتها الرئيسة في المنطقة.

وبيّن يوسف أن الولايات المتحدة تسعى إلى تنفيذ اتفاقات التطبيع، وفي مقدمتها الاتفاق مع السعودية، دون أن يكون للأمر علاقة مباشرة بهوية الإدارة الحاكمة، فواشنطن ترى أن الأوضاع في لبنان وسوريا تتيح لها فرض ترتيبات سياسية تتوافق مع أجندتها وأجندة حليفتها، معتمدة في ذلك على سياسة العصا والجزرة، مضيفًا أن الإدارة الحالية تؤمن بمبدأ الصفقات حتى مع الخصوم، وفقًا لمنطق تجاري بحت، ما يجعلها مستعدة للجلوس مع الحركة الخضراء، وحتى مع إيران لتحقيق أهدافها، سواء بالحوار أو تحت التهديد بالقوة، وهو نهج سبق أن اتبعته مع طالبان ولا يزال مستمرًا.

أما فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، فلا يختلف حديث ويتكوف عن الشباب السعودي عمّا ورد على لسان ولي العهد محمد بن سلمان نفسه، حين أكد للإدارة الأمريكية السابقة أن السعودية، بقيادته الشابة، لا يمكنها الإقدام على خطوة التطبيع ما لم يحصل الفلسطينيون على شيء ملموس، وعلى صعيد آخر، تنظر الإدارة الأمريكية الحالية إلى فكرة النقل الطوعي أو التهجير الطوعي لعدد كبير من سكان قطاع غزة على أنها خيار وارد، ليس بالضرورة أن يكون مدفوعًا بالكامل بدوافع صهيونية، كما أنها مستعدة لبحث كافة السبل لتحقيق ذلك، دون أن يكون الخيار المصري هو المسار الوحيد، رغم أنه يظل الأقرب جغرافيًا، لكنه ليس الوجهة النهائية الحتمية، وفقًا لما صرّح به يوسف لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.


وفيما يتعلق بقطر، أشار إلى أن رؤية الإدارات الأمريكية المتعاقبة لهذا البلد لم تتغير، إذ ينظر إليها كوسيط يمكنه تسهيل اللقاءات بين الولايات المتحدة وخصوم يصعب التواصل معهم، مثل طالبان والحركة الخضراء، بفضل قدرتها على تحمل أعباء مالية ولوجستية في المفاوضات الطويلة والمعقدة، إلى جانب استعدادها لتغطية التكاليف الإنسانية من مواردها الخاصة، وقد انضمت السعودية مؤخرًا إلى هذا الدور، كما ظهر جليًا في الملف الأوكراني الروسي، وقبلها لعبت سلطنة عمان دورًا مماثلًا في المحادثات مع إيران.

ولفت يوسف الانتباه إلى أن كلام ويتكوف لا يتعارض مع طريقة تفكير من يتولى إدارة البلاد منذ ستين يومًا، والذي ساهم في رسم سياساتها منذ نوفمبر الماضي، فالرجل لم يخرج عن الإطار العام لمنهجية هذه الإدارة ورؤيتها وخطابها، التي تجسدها أعلى مستويات القيادة فيها، ممثلة في صديقه قبل أن يكون رئيسه، دونالد ترامب.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير