عقل يكتب: أثر الحرب الأوكرانية عــلـــــى الاقــتــصــاد

هاشم عقل
في ظل الإشارات القوية على قرب وقف إطلاق النار ومن ثم التوصل إلى انهاء هذه الحرب المدمرة والمؤثرة على اقتصادات دول كثيرة خاصة الاوروبية.
استمرار الحرب في أوكرانيا له تأثيرات اقتصادية واسعة النطاق، ليس فقط على البلدين المتحاربين (أوكرانيا وروسيا)، ولكن أيضًا على الاقتصاد العالمي. فيما يلي بعض الآثار الاقتصادية الرئيسية لعدم وقف الحرب:
ارتفاع أسعار الطاقة: روسيا هي واحدة من أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، وأوكرانيا هي دولة مهمة لعبور الطاقة إلى أوروبا. واستمرار الحرب يؤدي إلى اضطرابات في إمدادات الطاقة، مما يتسبب في ارتفاع أسعار النفط والغاز عالميًا.
هذا الارتفاع يؤثر على تكاليف الإنتاج والنقل، مما يؤدي إلى زيادة التضخم في العديد من الدول، خاصة في أوروبا.
أزمة الغذاء العالمية: أوكرانيا وروسيا من أكبر مصدري الحبوب (مثل القمح والذرة) والزيوت النباتية (مثل زيت عباد الشمس). استمرار الحرب يعطل الصادرات الزراعية، مما يؤدي إلى نقص في الإمدادات وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا.
وهذا الأمر يؤثر بشكل خاص على الدول الفقيرة التي تعتمد على الواردات من هذه المنتجات، مما يزيد من خطر انعدام الأمن الغذائي.
اضطرابات في سلاسل التوريد: الحرب تسبب اضطرابات في سلاسل التوريد العالمية، خاصة في صناعات مثل المعادن (مثل الألومنيوم والنيكل) التي تعتمد على صادرات من روسيا وأوكرانيا.
وهذه الاضطرابات تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج وتأخير تسليم البضائع، مما يؤثر على النمو الاقتصادي العالمي.
تأثيرات على الأسواق المالية: استمرار الحرب يزيد من عدم اليقين في الأسواق المالية، مما يؤدي إلى تقلبات في أسعار الأسهم والسندات والعملات.
ويتحول المستثمرون إلى أصول آمنة مثل الذهب والدولار الأمريكي، مما قد يؤدي إلى انخفاض قيمة العملات الأخرى.
زيادة التضخم : ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء والسلع الأساسية بسبب الحرب يؤدي إلى زيادة التضخم في العديد من الدول.
و البنوك المركزية قد تضطر إلى رفع أسعار الفائدة لمكافحة التضخم، مما قد يبطئ النمو الاقتصادي ويزيد من مخاطر الركود.
تأثيرات على الاقتصاد الروسي والأوكراني:
روسيا: العقوبات الغربية المفروضة على روسيا تؤثر بشكل كبير على اقتصادها، مما يؤدي إلى انخفاض قيمة الروبل، وارتفاع التضخم، وانخفاض النمو الاقتصادي.
أوكرانيا: الدمار الناجم عن الحرب يدمر البنية التحتية والصناعة الأوكرانية، مما يؤدي إلى انكماش اقتصادي حاد وصعوبات في إعادة الإعمار.
تأثيرات جيوسياسية واقتصادية طويلة الأمد: استمرار الحرب قد يؤدي إلى تغييرات جيوسياسية كبيرة، مثل تحول أوروبا إلى مصادر طاقة بديلة بعيدًا عن روسيا، مما قد يؤثر على العلاقات الاقتصادية الدولية على المدى الطويل.
زيادة الإنفاق العسكري في العديد من الدول قد يؤدي إلى تقليل الإنفاق على القطاعات الأخرى مثل التعليم والصحة. تأثيرات على الدول النامية:
- الدول النامية هي الأكثر تأثرًا بارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، مما يزيد من الفقر وعدم الاستقرار الاجتماعي في هذه الدول.
- زيادة الديون بسبب ارتفاع تكاليف الواردات قد تؤدي إلى أزمات مالية في بعض الدول الفقيرة.
الخلاصة ان استمرار الحرب في أوكرانيا ليس فقط أزمة إنسانية، ولكنه أيضًا أزمة اقتصادية عالمية تؤثر على جميع القطاعات تقريبًا.
وقف الحرب سيكون له تأثير إيجابي على استقرار الاقتصاد العالمي، بينما استمرارها سيؤدي إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية الحالية وخلق تحديات جديدة.