أبو حويله يكتب: كيف تصنع الحياة ...

ابراهيم أبو حويله...
حتى يتحرر هذا المجتمع من عقده لا بد ان يتحرر الإنسان من عقده، وكيف يتحرر الإنسان من عقده، يتوقف عند نفسه وفكره وفعله وإنفعاله، ويتحرر من التفكير في الأخر وما يجب أن يقوم به الأخر، ويبحث هنا وهناك عن سبب علته، عن سبب توقفه هو، ومن عنده فكرة يبدأ في تحويلها إلى واقع، إلى صورة قريبة من الواقع، بتهيئة الظروف التي تساعد على تحويلها من فكرة إلى مشروع محتمل.
من عنده أرض يبدأ العمل فيها، ومن هو قادر على فتح مصلحة يبدأ العمل على هذه المصلحة حتى تصبح واقعا، عندها تتحرر الحركة قليلا قليلا من هذا الجمود وهذا التصلب الذي يعيقها عن الإنطلاق، فكل حركة مهما صغرت في هذا المجتمع لها تأثير الفراشة، فهي ترتبط بمجموعة من العناصر المختلفة بدءا من ذلك المشروع الصغير المرتبط بإستغلال ارض، فهنا تحتاج إلى بذور وأسمدة وأيدي عاملة وتستهلك ماء، وعندما تصبح الارض منتجة تحتاج إلى يد عاملة، لقطاف المحصول وتسويقه وهكذا تصبح المشاريع الصغيرة لها ذلك الأثر العجيب.
ويدب نشاط عجيب في المجتمع، وتعود الحياة والمجتمع يتثاءب من طول رقاده على إستحياء، وتدب الحياة في الفروع التي كادت تموت، وتبدأ الخضرة تأخذ بالمشهد، فتخضر الحياة، وتسرى الحياة والنشاط، حتى الطير والحيوان تشعر أنه يتفاعل مع هذه الحركة مع أول خيوط الصباح، والحقول تصيبها العدوى بعد ان كاد الموت يغيبها، وما أن تعتاد اليد على العمل، حتى تنالها بركة الأمل والحياة، ويصبح لها ذلك المفعول العجيب الذي يعطي الحياة لكل شيء تصل إليه.
وتلك الأيدي التي كانت عاجزة عن رفع حجرعن الطريق، عن إزالة غصن ضار، تصبح إيجابية بشكل عجيب وترى نتائج عجيبة تخرج من بين أصابعها تغير كل المظاهر السلبية المحيطة بها، ومن يرى نتائج هذا العمل ينشط بدروه هو الآخر ويصبح حريصاً على وقته حريصاً على انجاز شيء ما، على القيام بعمل ما حريصاً على الحركة تلك الحركة التي تصنع الحياة، يصبح الكل كالماء إينما حل نبت الخير والزرع والضرع.
حتى فكر الناس يتأثر وأقوالهم تتأثر حتى إشاعاتهم تصبح تحمل شيئا من الإيجابية، ويصبح كل هذا يحمل طابع الخضرة وينشر الأمل في كل المجالات، وتلك النفوس التي كادت تموت باليأس والإحباط تصبح تشع بالحياة تشع بالإيجابية.