الداوود يكتب: سرّ قوّة الأردن
عوني الداوود
صحيح أنّ الأردن، بحسب المقاييس العالمية، صغير بتعداد سكانه ومساحته وحجم اقتصاده وموارده، قياسًا بدول كثيرة في العالم، لكنّه وفقًا لمقاييس القوى الاستراتيجية، يُعتبر ركيزة أمن وأمان واستقرار لإقليم يعدّ استقرار الأردن من استقراره، والعكس - لا قدّر الله - صحيح. بمعنى أنه لن يكون هناك استقرار للمنطقة إذا لم يكن هناك استقرار في الأردن.
هذا البلد، يشكّل موقعه الجيوسياسي أكبر تحدٍّ له، وفي الوقت نفسه فإنّ موقعه الجيوسياسي يُعدّ أكبر قوة له، لأنه صمّام الأمن والأمان والاستقرار، بموقعه، وبقيادته الحكيمة والوازنة التي تحظى بثقة واحترام العالم، وبشعبه الواحد الموحّد خلف قيادته، يفدي مليكه بالمهج والغالي والنفيس.
الأردن، وعبر أكثر من مئة عام، دولة راسخة قوية، جبل لا تهزّه الرياح. ليس كلامًا عاطفيًا إنشائيًا معنويًا، بل ثوابت يشهد بها تاريخ الأردن والمنطقة ويدركها العالم، ويعرفها حق المعرفة العدو قبل الصديق.
قوة الأردن تكمن في كونه جسدًا واحدًا، تزيده التحديات صلابة، والضغوط قوة، ويعرف التصدي للرياح العاتية مهما كان حجمها، بفضل الله وعنايته، وحكمة وحنكة قيادته التي تحظى باحترام وتقدير العالم.
هذا العالم الذي لا يجامل في مصالحه ويدرك أهمية الأردن، والدور الذي يلعبه في استقرار منطقة ملتهبة، منطقة ليس من صالح العالم أن يعبث بأمنها وأمانها، فاضطرابها يعني كارثة عالمية، والشواهد على ذلك كثيرة، آخرها اضطرابات باب المندب والبحر الأحمر بسبب العدوان الإسرائيلي على غزّة العزّة،

