العياصرة تكتب: الدولة لا تنوي تجميد أي حزب سياسي /نيڨين العياصرة
نيڨين العياصرة
لم تكن الأحزاب السياسية الأردنية قادرة على البناء الحزبي البرامجي الهيكلي الدقيق والسليم، بل عملت على نظام جمع أكبر عدد من الأعضاء دون تصنيف سياسي، ثقافي، اقتصادي، اجتماعي،وهذا أدى إلى عدم التنوع الإيدلوجي الفكري المناسب بل كان سبب الصراعات والانتقادات واغتيال الإنجاز.
بالتالي أصبحت الأحزاب كم وليس نوع ، كما حرصت الأحزاب وبشكل مبالغ على جلب الكثير من الشخصيات السياسية سواء وزراء، نواب، أعيان، ولا شك أن هذا المكون بالذات يدخل في باب التناحر والصراعات السياسية والحصول على المكاسب والمنافع الشخصية والوجاهه السياسية ،وكان المال يحكمها في كثير من الأحيان.
أما الحزب الذي يسير على أساس برامجي هيكلي تنظيمي عالِ المستوى فكريًا وايدلوجيًا وسياسيًا واقتصاديًا ، ولديه دراساته الشاملة والوافيه هو الحزب الذي ينجح ويستمر في الساحة، وهذا لن يأتي بسنة وسنتين، بل يحتاج لسنوات من العمل لوصول الحزب لمرحلة البلوغ التي لا تعتمد قوتها على عدد الأعضاء بل على نوعيته ونشاطهم وقابلية المجتمع لهم ، ونوعية البرنامج، و الخطوط العريضة لرسم السياسات ومداها قصيرة كانت أو بعيدة.
لذلك الدولة لا تنوي تجميد أي حزب سياسي كما نسمع ، بل تحرص على بقاء التجربة الحزبية للوصول لحكومات برلمانية قادمة،وحريصة على
تنفيذ رؤية التحديث السياسي والتي هي خطة ملكية بضمانه من جلالة الملك، وهي ضمن مسيرة الدولة الأردنية في المئوية الثانية في مجال التحديث بمساراته الثلاث، وهي خطة إصلاحية شاملة متكاملة شملت كافة قطاعات الدولة.
إذا المشكلة تكمن في الحزب وغايته، هل أنت حزب شخوص؟ أم حزب مصلحة عامة؟ هل أنت حزب انتخابات؟ أم حزب طريق مستمر؟
والأجوبة باتت واضحة لكثير من الأحزاب التي تناقضت وخطاباتها، وتراجعت، وكشفت صراعاتها الداخلية للشارع العام،وفضحت أوراقها وارقامها.
ولكن ما زال هناك أمام الأحزاب فرصة لإعادة بناء هيكلها الأساسي والتنظيمي والعام من منتسبين، وإداريين وكوادر بعيدا عن الوجوه المدوره والمجربه، وعودتها للشكل الشعبي والشبابي، مع الشكل الرسمي الذي لا يركب الفكرة للغاية الشخصية،وتسليط الفرجار على التغيير التغيير، ورسم دائرة جديدة.
وأعتقد أنها اليوم في مرحلة التقييم والدمج ليبقى منها من هو قادر على قيادة المرحلة القادمة الإصلاحية في ظل التحديات والصعوبات التي تواجه المملكة.

