ابوعرقوب يكتب: «حق العودة» في مواجهة «التهجير»

{title}
أخبار الأردن -

  د.حسان ابوعرقوب

بينما يتبجح الصهيوني المتطرف «بتسلئيل سموتريش» بدعمه الكامل لجريمة تهجير الغزيين إلى خارج وطنهم، يتناسى أنّ التهجير القسري للمدنيين يشكّل جريمة حرب، ولا أظنه يمانع بإضافتها إلى سجله الإجرامي الطويل الحافل بالقتل والهدم والتهجير والاستيلاء على أرضي الغير.

وهنا أنبّه على أنّنا كما نرفض «التهجير» و»التوطين» لأهل غزة والضفة الغربية والقدس، فإنّنا نؤكد على وجوب تنفيذ «حق العودة» للشعب الفلسطيني الذي هجّر قسرا منذ عام 1948م، فعودة الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم هو حق مشروع من الناحية الإنسانية والقانونية، وهي مندرجة في ظل القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة، فقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم (194) لسنة (1948) ينص على: «حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وتعويض من لا يرغب في العودة»، وهذا ينسجم مع القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يؤكد على حق الأفراد في العودة إلى أوطانهم، كما ينسجم مع العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.

إن «حق العودة» للشعب الفلسطيني يعتبر خطوة على طريق تحقيق العدالة لهذا الشعب المنكوب، الذي عانى من التهجير القسري ونشأت منه أجيال لا تعرف من أرضها سوى الاسم فقط، وربما مفتاح البيت الذي خرجوا منه، هذه المفاتيح القديمة الثقيلة التي تاريخها وأصالتها تفوق عمر «الكيان» الغاصب الطارئ، هذه المفاتيح تشهد على ارتباط المواطن الفلسطيني بأرضه، وأنّ أمله بالعودة لا يزال موجودا، فهو حيّ بين جوانحه، ولا يفارقه حتى يفارق هذه الدنيا.

إذا كان الكيان الغاصب وحلفاؤه يرفعون راية التهجير، فإنّ علينا أن نرفع في وجههم رايتين، الأولى رفض التهجير، والثانية المطالبة بحق العودة، عودة الشعب الفلسطيني لأرضه المغتصبة، والتي هُجّر منها على يد العصابات الصهيونية المجرمة، والذين يقدّر عددهم بنحو 7.6 مليون فلسطيني يتوزعون في أرض الله الواسعة.

فقبل أن يتكلم «الكيان» الغاصب عن تهجير الشعب الفلسطيني، عليه أن يلتزم بتطبيق قرارات الشرعة الدولية التي تكفل للشعب الفلسطيني حق العودة لأرضه المغتصبة، وعلى «الكيان» أنْ يكفّ عن تصرفه كـ «دولة» مارقة، تتصرف كما تتصرف العصابات والميليشيات الإرهابية المسلحة، ضاربة بعرض الحائط حقوق الإنسان، والقوانين الدولية.

و التهجير لن يكون «جريمة الحرب» الأولى ولا الأخيرة التي تمارسها قيادة هذا الكيان الغاصب، وكأنّهم يسعون للدخول في موسوعة جنس للأرقام القياسية بعدد جرائم الحرب، والجرائم ضدّ الإنسانية، وكلّ إناء بما فيه ينضح.


 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية