النعيمي يكتب: أهمية دعم المدارس التاريخية الأم.. الخالدية نموذجاً

{title}
أخبار الأردن -

  خلدون ذيب النعيمي

توجد في كل مدينة وبلدة أردنية مدرسة تعتبر بمثابة المدرسة الأم التي خرجت من رحمها كافة مدارس المنطقة بالنظر لكونها الأولى في التأسيس والتي خرجت الرعيل الأول من الأهالي، ومن هنا تتجاوز أهمية هذه المدرسة الدور التربوي والتعليمي لتكون بمثابة سجل وبصمة تاريخية تراثية لمناطقها يبرز التطور العام والتحديث فيها، سيما ان كثير منها قد تأسس مع بداية العهد الهاشمي الميمون فكانت لها مكانتها المميزة مثل مدرستي السلط وسما الروسان الثانويتان اللتان تأسستا عام 1918م خلال عهد الحكومة الفيصلية في دمشق كما تشير الباحثة بالتاريخ الاردني الدكتورة هند ابو الشعر، والتي تنوه ايضاً ان مدرسة اربد الثانوية سبقتهما بالتأسيس وذلك في عام 1900م خلال العهد العثماني.

المناسبة هنا زيارتي الى مدرسة الخالدية الأساسية المختلطة القديمة في محافظة المفرق التي تعود بتأسيسها الى نهاية خمسينات القرن الماضي ولقاء مديرتها الفاضلة السيدة نوارة السرحان، والجميل في هذه المدرسة احتفاظها ببعض قاعاتها الصفية القديمة الى جانب القاعات المستحدثة مع مرور الزمن بسبب زيادة أعداد الطلبة، وأثناء وجودي بالمدرسة تنسمت تاريخ المدرسة والمنطقة ككل فحضر في ذهني كم مر عليها من اجيال وقصص نجاح خلال تاريخها، سيما أن شقيقتيّ السبعينيتين قد درستا فيها الصفوف الاولى الابتدائية ما زالتا تحدثان بذكريات دراستهما فيها وذلك في وقت لم يكن بالمنطقة ككل سوى هذه المدرسة التي كانت تستقطب ايضاً الطلبة والطالبات من المناطق المجاورة في محافظتي المفرق والزرقاء بحكم موقعها المتوسط بينهما، والمدرسة بموقعها قرب تل القحاطي الأثري المشرف على البلدة تبدو بلا شك كمنارة علمية تشع عليها وتسرد تاريخها كسمفونية توثق كل جميل ومميز فيها.

المدرسة رغم قيمتها التاريخية على مستوى قضاء الخالدية وجوارها فأنها تفتقر للاهتمام الذي تستحقه من خلال عدم وجود حارس للمدرسة يمنع عنها العبث والتعدي وايضا حاجتها لبعض الاصلاحات في البناء ومرافقه، فضلاً عن عدم الوجود التي تبرز القيمة التاريخية والتراثية والثقافية المدرسة التي واكبت تطور وازدهار الخالدية لتغدو من كبرى التجمعات السكانية في محافظة المفرق، فلا شك أن أنشاء متحف جانبي يوثق تاريخ المدرسة وجهودها المختلفة فضلاً عن تاريخ المنطقة وتراثها ككل سيؤكد بلا شك الدور المميز الذي تقوم فيه المدارس عموماً في رفعة ورقي وازدهار مناطقها ومجتمعها المحلي في كافة المجالات بعيداً عن الدور التقليدي الذي يراه البعض لها خاصة أن هذا العام 2025م سيكون لواء البادية الشمالية الغربية مرشحاً قوياً لأن يكون لواء الثقافة الأردنية.

هي رسالة لمديرية التربية والتعليم وجامعة ال البيت وفرع نقابة مهندسي المفرق ومديرية الثقافة وهيئات العمل التطوعي والتوعوي مثل هيئة شباب كلنا الاردن والشرطة المجتمعية التي اثبتت نشاطها سابقاً، فضلاً عن اعضاء اللامركزية وبلدية الخالدية وشخصيات وجمعيات المجتمع المحلي ليكون لهم دوراً في دعم وابراز مدرسة الخالدية القديمة كل حسب اختصاصه، فهي تستحق كل الاهتمام والدعم لما تمثله في فكر ووجدان الجميع وستحفظ هذه المدرسة الجميلة بلا شك هذه الجهود بسجلها وسيرتها التاريخية.


 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية