الحباشنة يكتب: أمريكا والقارة العجوز

{title}
أخبار الأردن -

  فارس الحباشنة

في كتابه» التحدي الامريكي « دعا المفكر جان سرفان شرايبر الى تبعية الدول الأوروبية لامريكا.
و وزير الثقافة الفرنسي أندرية مالرو سأل : هل كان لامريكا أن توجد، وان تتطلع لتكون اعظم امبراطورية في التاريخ، لولا القارة العجوز.

في التاريخ لا قوانين ولا حتميات.. وأن لحظة الجنون تفوق كل الحكمة والقوة.. وحيث إن كل شيء قابل أن ينقلب رأسا على عقب. في الشرق الاوسط، وحيث انقلب التاريخ اكثر من مرة. وخريف 1956، وعندما أمر الرئيس الامريكي ايزنهاور رئيسي وزراء بريطانيا وفرنسا الانسحاب من ضفاف السويس. و كانت صحيفة لوموند الفرنسية عنونت «مانشيت» اليوم التالي : خرجنا من التاريخ على ساق واحدة.
و من 56، والعدوان الثلاثي الفرنسي والبريطاني والاسرائيلي على مصر، بعد القرار التاريخي للرئيس الراحل جمال عبدالناصر في تأميم

قناة السويس، واوروبا تواجه انسحابا، ودورا تابعا لامريكا في الشرق الاوسط.

و في ثمانينات القرن الماضي دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران الى عقد مؤتمر دولي حول الشرق الاوسط في مدينة البندقية الايطالية.

ومن بعد المؤتمر، ادرك الرئيس الفرنسي أن الشرق الاوسط محظور الا على امريكا اليوم وغدا.

و حتى أن الرئيس الفرنسي ماكرون، وما أن اطلق صرخته بان حلف الناتو اصيب بنوبة دماغية، ودعا الى انشاء قوة عسكرية اوروبية مستقلة، وسرعان ما سمع جدران الاليزية تهتز. و سرعان ما أعلن عن انضمام فرنسا في حرب اوكرانيا. وتحدث ماكرون في ذريعة استراتيجية تبرر الدخول في حرب اوكرانيا بالخوف من الدبابات الروسية، وان تصل الى باريس وبرلين وروما.
و المفكر الروسي دوغستين صاحب النظرية الاوراسية، وصراع البحر واليابسة، ذكر ماكرون ان روسيا لم تتقدم يوما وعبر تاريخها بخطوة نحو اوروبا ونحو الغرب. و خلاف محطات تاريخية من الصراع الاوروبي / الروسي، وحيث ان نابليون وهلتر، سقطا على بوابة واسوار موسكو.

و اليوم، ترامب في ولايته الرئاسية الثانية. فأي اوروبا يريد، وقبل ذلك لنسأل اي امريكا يريد ترامب؟

و من هم الاخرون بالنسبة لامريكا ؟ وهل هم شعوب الكرة الارضية دون استثناء القارة العجوز والعدم الايدولوجي الروسي؟ في كلام ترامب، ايحاءات اديولوجية لولادة امريكا جديدة. وامبراطورية امريكية، وحيث يغدو الى ضم كندا لتكون الولاية ال51. و شراء جزيرة غرينلاند والاستيلاء على قناة بنما لوقف الاختراق الصيني للاسواق الامريكية.

و في حرب اوكرانيا، امريكا تحث على ضم اوكرانيا الى الناتو. ولتقطع الطريق على حلف وثنائية دولية روسية / صينية. ولاستنزاف روسيا في حرب بلا نهايات. ودون اي علاقة لحرب اوكرانيا مع الامن الاستراتيجي لاوروبا، والاخيرة تكاد ان تستنزف وهي حية، وحتى أن حرب اوكرانيا تلامس الازرار النووية.

ترامب يخطط الى تغيير العالم. وليس الشرق الاوسط سوى واحدة من الخرائط المدرجة على جدول الاعمال.. وترامب يريد ان يغير الكرة الارضية، وان يغير حركة الدوران، وان تشرق الشمس من الغرب الامريكي، وان لا تهبط وتغرب الشمس الا بمشيئة ترامب. ودون اكتراث فان اوروبا تحارب وتقاوم كي لا تموت وراء العربة الامريكية.


 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية