أبو هزيم يكتب: هدية القائد للبلاد في عيد ميلاده.. باب أمان

{title}
أخبار الأردن -

 احمد الفرحان ابو هزيم

منذ ولادة الدولة الأردنية عام ١٩٢١ ومركز ثقلها في قيادتها الرشيدة، فمع غياب الموارد الكافية والاعتماد على الخارج في المحيطين العربي والدولي، وفقدان الميزات الحيوية ذات الطابع الدولي كالفاتيكان وسويسرا مثلا، اعتمد الأردن على قيادته كوسيلة في حفظ الامن والاستقرار داخل الدولة وداخل الاقليم، وعليه فقد كانت القيادة الأردنية نشطة وفعالة اقليميا ودوليا، وبنفس الوقت أدامت تناغما وانسجاما مع كافة الأطراف في محيطها الإقليمي والدولي.

ومن الحصافة بمكان، فإن القيادة الأردنية الرشيدة لم تركن ظهرها على مسند واحد، ولم تحصر دخولها وخروجها في باب واحد، بل حافظت على أبواب عديدة وتسعى لإيجاد أبواب جديدة لتحسن الدخول والخروج من الضيق إلى الفرج، ومن الفرج إلى الفرج.

كان جلالة الملك الباني رحمه الله معروفا لدى العالم اكثر من الوطن، فقد كان لديه من الكاريزما والنشاط والحكمة والحضور الدولي اكثر من مقدرات الوطن، فكان الأردني أينما حل ينسب نفسه للبلد وعندما يتعذر عليه الأمر يقول «أنا من بلد الملك حسين» فيتم التعارف وتحصل الألفة.

جلالة الملك عبدالله المعزز سار على الطريق واتبع نفس المنهاج، فهو اطال الله في عمره يجهد نفسه في الترحال لإدامة علاقات حيوية ومصالح عليا للدولة، وفي نفس الوقت يديم عجلة الاقتصاد، والحضارة، والتطور في مختلف الميادين، ويوفر الأمن والأمان للشعب الأردني، بل وجعل الأردن واحة يلجأ اليها كل طالب أمن في الاقليم حتى من تلك الدول التي تعثرت سياسيا وافتقرت للامن رغم تفوقها على الأردن اقتصادا وخيرات.

في البيئة الدولية قد تتعارض المصالح وتختلف الاتجاهات وصديق الأمس ليس نفسه اليوم، ودول العالم الثالث اكثر الكيانات تأثرا كونها كيانات تتأثر وتؤثر في بعضها البعض، وكونها معتمدة من ناحية اخرى على الأحلاف الاستراتيجية كالدول العظمى، مما يجعل هذا الاعتماد ينعكس على سياسات واستراتيجيات ومصالح الدول الصغرى ايجابا وسلبا.

ظن البعض ان أبوابا اغلقت وطرقا سدّت في وجه الاقتصاد الأردني عندما تتوقف المساعدات من هنا وهناك، ويظن البعض ان امن البلد ومصالحه العليا تتهدد إذا ما أدارت قوى عظمى ظهرها للدولة. ولكن عندما تتواجد القيادة الرشيدة تكون الحلول جاهزة او قريبة يسهل الوصول اليها.

رغم ان الاتحاد الأوروبي هو اكبر داعم للأردن، الا ان الشراكة الشاملة مع الاتحاد الأوروبي التي أرسى دعائمها بالأمس جلالة الملك المعظم جاءت في وقتها المناسب، وجاءت لتدعم اقتصاد الدولة وأمنها ولتساعدها في درء اخطار الارهاب وتهديد مصالح الدولة، وللمساعدة في مجمل احتياجات المجتمع الأردني الحيوية من المياه والتطوير السياسي والإداري والسياحي والمساعدة للوصول الى مستوى مواز لما وصلت اليه ارقى الحضارات وأحدثها.

جاءت هذه الشراكة من قدوم اول ايام السنة الجديدة في عمر جلالة قائد البلاد حفظه الله، جاءت وجاء معها جواز سفر لعبور الأزمات الطارئة، وجاء معها درع واق عن الصدمات العنيفة التي قد تعترض طريق الوطن، وجاءت وجاء معها أمل ورحابة درب ونور يضيء قادم الأيام إذا ما عمّت العتمة،

كما وجاءت هذه المعاهدة هدية للبلاد في في عيد ميلاد سيّد البلاد، ونحن اذ نشكره على هديته وعلى انجازه وعلى قيادته الرشيدة، لندعو له بالعزّ والسؤدد وبطول العمر، ونقول له كل عام وجلالتكم بألف خير.

 

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية