السماعين تكتب : المضي قدمًا بالتأكيد على الاحترام المتبادل

{title}
أخبار الأردن -

  رلى السماعين

حرص الأردن منذ تأسيسه على بناء علاقات استراتيجية وثيقة مع الولايات المتحدة، قائمة على أسس الاحترام المتبادل والتعاون المشترك. وعلى مر العقود، لعبت هذه الشراكة دورًا محوريًا في مواجهة التحديات الإقليمية، لا سيما في ترسيخ الاستقرار ودعم جهود السلام. ومع ذلك، فإن تغيّر السياسات الأميركية بين الإدارات المختلفة فرض على الأردن واقعًا معقدًا، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي كانت وما زالت أولوية في صلب المصالح الوطنية الأردنية.

تواجه المملكة الآن تحديًا كبيرًا، خاصة مع رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، والتي تعمقت مع قراره في يناير 2025 بتعليق المساعدات الخارجية لمدة 90 يومًا، بهدف مراجعتها وضمان توافقها مع سياسات إدارته، وشمل هذا القرار الأردن. الامر الذي أثار جدًلا وبشكل خاص بعد دعوته للأردن ومصر لاستقبال سكان قطاع غزة، الذي تم الكشف عنه خلال مكالمة هاتفية بين الرئيس ترامب والملك عبد الله الثاني، والتي تسببت في حالة من القلق في الأوساط السياسية والاقتصادية الأردنية حول تأثيرها المحتمل على الاقتصاد الوطني، وبذات الوقت يتعارض مع حقوق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة على أرضهم.

لطالما كان الأردن لاعبًا رئيسيًا في الدبلوماسية الإقليمية، متبنيًا نهج الحوار والتفاوض لحل الأزمات وتعزيز الاستقرار. تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، لم يتوان الأردن في التوسط لإيقاف التصعيد في النزاعات، والعمل على التوصل إلى حلول سلمية تخفف من حدة الأزمات. كلها جهود تعكس إيمان الأردن العميق بالدبلوماسية كركيزة أساسية لحل الصراعات، وعزز دوره كعامل استقرار في المنطقة.

إلى جانب الجهود الكبيرة في زرع السلام والاستقرار في المنطقة، انتهج الأردن سياسة خارجية متوازنة وعملية، عززت علاقاته مع الشركاء الإقليميين والدوليين على حد سواء، من خلال إعطاء الأولوية للحوار والتعاون، تمكنت المملكة من حماية مصالحها الوطنية، والمساهمة في تحقيق الاستقرار الإقليمي الأوسع. هذا النهج الدبلوماسي ساعد الأردن على تجاوز التحديات الجيوسياسية المتشابكة، مما كرّس مكانته كصوت موثوق به في الساحة الدولية.

ومع دخول مرحلة جديدة من العلاقات مع الإدارة الأميركية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترامب، بات من الضروري تعزيز الشراكة الأردنية-الأميركية من خلال حوار مفتوح ورؤية مشتركة للسلام. سيواصل الأردن التأكيد على أهمية التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، وحثّ الدول العربية والمجتمع الدولي على التمسك بحل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم. فالأردن لا يسعى إلى المواجهة، بل يؤمن بأن التفاعل البناء هو السبيل لضمان الاستقرار لكافة الأطراف.

لقد صمدت العلاقات الأردنية-الأميركية أمام اختبارات الزمن، متجذرة في المصالح المشتركة والقيم المتبادلة. ومع تقدم البلدين نحو المستقبل، يبقى من الضروري ترسيخ التعاون الذي لا يخدم فقط المصالح الأردنية، بل يساهم أيضًا في تحقيق الأمن والازدهار الإقليميين. الأردن سيظل حليفًا ثابتًا وصوتًا للاعتدال، مدافعًا عن السلام والعدالة والتفاهم المتبادل.


 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير