الحدادين يكتب: ميلادُ مجـدٍ وعـزٍ لقائـد هُمـام مُلهـم

عدنان مفضي الحدادين
أشرقت شمس الثلاثين من كانون الثاني منتشية بالأمل والتفاؤل والهمة معلنة ميلاد شبل عربي ونذر هاشـمي جديد لنهضة أردنية متجددة، لتعلو مع سـطوعها أشــرعة العطاء، وتبحر بمعيتها بواخر العمل من ميناء العزم والإرادة الصلبة نحو البناء والتنمية.
ففي هذا اليوم من كل عام يعود بنا شـريط الأيام إلى اللحظة التي أعلن فيها المغفور له بإذن الله الملك الحسـين ميلاد نجل هاشـمي للأسـرة الأردنية ولا تزال كلماتهِ التي ألقاها وسـط بهجة أبناء الوطن المخلصين نبراسـاً يؤكد مدى الرؤية الثاقبة والنظرة السـديدة لجلالته، وثقتهِ بأن يصبح في يوم من الأيام الابن البار الذي سـيكمل مسـيرة البناء والحب والعطاء، فهذه الأيام خير دليل وبُرهان على رؤية الأب الراحـل، ليكون الملك عبدالله الثاني على خُطى الآبـاء والأجداد ويضيف لتاريخهم المجيد ومجدهم التليد، مجدّاً تليداً راسـخاً ش?امخاً لأمته العربية والإسـلامية.
هذا اليوم «يوم ميلاد أبي الحسـين وابن الحسـين» هو عنوان وفـاء وفخر واعتزاز بهذا الوطن ومليكه، فمنذ أن انتقلت الراية لجلالتهِ والتي استمدت شـرعية التاريخ والرسالة والشـرف من خير بيوت العرب واشــرفها، عمل على صون إنجازات هذا الوطن ومواصلة مسـيرته نحو التحديث والإصلاح والتقدم والازدهار والحياة الحرة الكريمة لأبنائهِ الغر الميامين، والمضي في النهوض والرقي، فجهوده المباركة في الانتقال بالأردن إلى الرفعة والعلياء والحرص على حشـد كل الإمكانات وبإدراك عميق للأولويات والتحديات، اسـهم في بناء الدولة النموذج التي تلي? بقيادتهِ التاريخية الملهمة، وما التحولات الإيجابية المشـهودة التي حققتها المملكة، الا خطوات متواصلة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتطوير قدرات الأردن وتنمية موارده البشـرية.
فلقد كان لعلاقات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، مع الدول الشـقيقة والصديقة دور بارز ومهم وريادي في إتاحة المجال للقطاع الخاص الأردني للوصول إلى الأسـواق العربية والأجنبية وجذب الاسـتثمارات ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، ويساعد في حل مشكلتي الفقر والبطالة، لما يتمتع به الأردن من أمن واستقرار على المستوى الإقليمي، ولما يسـوده من نهج التسـامح والانفتاح والاعتدال والوسـطية والحرية والسلام واحترام حقوق الانسان.
ولقد تأكد لدينا أن الفرص متسـاوية للجميع في سـبيل خدمة الوطن وأن قيمة الانسـان الحقيقية تقاس من الناحية الفعلية بقدر ما يقدمه لوطنه، وبالتالي فإن المنصف يدرك في قرارة نفسـه حقيقة حجم الإنجازات المتحققة في كافة مناحي الحياة والنهوض بمسـتوى البُنى التحتية والاهتمام بالجامعات الحكومية والمستشفيات والنهوض بكافة مؤسسات الوطن ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة والتي تسـهم في رفع وتأمين الحياة الكريمة لأبناء الوطن وإحداث نقلة نوعية في كافة المجالات السـياسـية والاقتصاديـة والتعليميـة، وهنا فقد تجذر مفهوم دولة ا?مواطنة التي يجب علينا جميعاً العمل بأمانـة واخلاص لضمان ديمومة هذه الأنجازات ورفعـة الوطن ومقدراتـهِ.
وسيبقى الأردن العزيز أرض العزم والمحبة والسـلام بجيشـه العربي المصطفوي وأجهزته الأمنية سـياج الوطن ودرعه المتين الذي بذل الغالي والنفيس في سـبيل الدفاع عن الوطن ومنجزاتـهِ والذي كان جنده سـيوف الأمة، ودائماً على العهد، والذي ما زالت رائحة دمائهم الزكية تفوح من ثرى فلسـطين والجولان والكرامـة، رسـالة تعبر عن ثوابتنا القومية تجاه الأشـقاء العرب وتعزز وحدتنا الوطنية والتي تجمع على حب الوطن وقيادتـهِ الهاشـمية الماجدة.
وختامـاً، ونحن نعيـش هذه المناسـبة الغالية فإننا نتقدم الى مقام جلالة سـيدنا ابي الحسـين وابن الحسـين حفظه الله ورعاه، بأطيب آيات التهنئة والتبريك بعيد ميلاده الميمون، داعين العلي القدير أن يعزّ جلالتهِ ويبقيه ملاذاً لشـعبهِ الوفي، وأن يبارك به ويسـدد خطاه، وأن يحفظه بعنايتهِ ويسـبغ عليه بركاتهِ، وان يقر عينـه بولي عهدهِ الأمين سمو الأمير الحسـين وسائر أفراد الأســرة الملكية، أنه سـميع مجيب.
حمى الله الأردن وطناً وملكاً وجيشـاً وشـعباً عزيزاً شـامخاً، وكل عام وجلالة ســـيدنا ابو الحسـين وابن الحسـين والأسـرة الأردنية بخير وعافية، والله الموفق وراعي المسيرة المباركة