الدباس يكتب: أسلوب مخاطبة رئيس مجلس النواب لزملائه..ليس صحيحا !

{title}
أخبار الأردن -

 

الدكتور محمود عواد الدباس.

ترددت كثيرا في الكتابة حول  أسلوب التخاطب من قبل سعادة  رئيس مجلس النواب مع زملائه في المجلس خلال اجتماعات مجلس النواب . بعض العبارات التي قالها وتناقلتها وسائل الإعلام  وسمعناها  تعتبر أنها زلة لسان وبالتالى أنها غير مقصودة  . لكن ذات الأسلوب بات يتكرر كثيرا .  ابدأ في توضيح ذلك . ابتدأ فإن جميع أعضاء المجلس يخاطبون رئيس المجلس بجملة (سعادة الرئيس)؛ ثم يكملون حديثهم. لكن ماذا عن أسلوب  سعادة الرئيس  في مخاطبتهم و الرد عليهم . هو في أغلب الأحيان يخاطبهم بالمقطع الأول من اسمائهم . وفي أحيان قليلة يخاطب قلة منهم ( ابو فلان ) خاصة النائب  صالح العرموطي . في ذات الملاحظات على خطاب الرئيس وكامثله اخرى هنالك  أسلوب  صيغة الأمر .  من ذلك قال لأحد النواب  عن اخر ( زيحه )  بدل أن يقول له لو سمحت سعادة النائب  اترك المنصة إلى زميلك . و قال لآخر( اقعد ) بدلا من تفضل سعادة النائب  اجلس مكانك . ومع آخر قال ( أنا عارف انت جاي تعمل مشكلة ). ولاخر ( ...شايفنا بنلعب…)  أكتفي بهذه الأمثلة وهي على سبيل المثال و ليس على سبيل الحصر . كي أذهب الى ما هو أبعد.

نحن الشعب أو المواطنيين  الذين نتابع جلسات المجلس على الشاشات نستغرب من تكرار هكذا اسلوب في تعامل الرئيس مع زملائه . وبكل تأكيد فإننا نتطلع الى سماع خطاب بسوية عالية . يعزز كلامي في التحذير من الاستمرار في ذلك الأسلوب  أن الجيل الجديد و عندما يسمع هكذا اسلوب تخاطب فانه سيتأثر  به ويعمل على تكراره  في علاقة كل واحد منهم  مع الاخرين حالما يتولى أحدهم موقع متقدم على زملائه حتى لو كانت  عرافة  صف مدرسي   . ايضا  لا يفوتني التذكير هنا أن مهمة رئيس  مجلس النواب وقبل أن تكون قيامه  بضبط الجلسات التشريعية و الرقابية فإن مهمته قبل ذلك هو أسلوب تعامل مع زملائه  . وبالتالي فإن على الرئيس أن يكون قدوة لغيره . فلا يخرج عن هدوئه إلا في أصعب الظروف ففي النهاية نحن بشر لنا حد ما من القدرة على التحمل  . نتيجة لذلك وفيما إذا استمر الرئيس بذات الأسلوب الذي يتكرر ما بين جلسه وجلسه   فليس مستبعدا أن يقوم  أحد أعضاء مجلس النواب أو عدد منهم  و بموجب النظام الداخلي للمطالبة بالإطاحة بالرئيس . طبعا والمؤكد أنها لن تنجح لكنها توصل رسالة قاسية جدا . و قد تكون السبب في عدم  تمكنه من مواصلة الرئاسة مرة أخرى في الانتخابات القادمة ؟ . من المهم القول هنا أنه و على الصعيد الشخصي أن  لدي تجربة شخصية مع الرئيس في العام( ٢٠٢٢ م) .كان بيننا اتفاق على أشياء لم تنفذ  وهي ليست السبب في هذا المقالة فقد تجاوزت ذلك منذ أكثر من سنتين . لذلك  السبب و كما كتبت في بداية المقالة أننى كنت مترددا في الكتابة حول أسلوب مخاطبة سعادة رئيس مجلس النواب لزملائه في الجلسات النيابية . لكن الذي حسم هذا التردد داخلي هو  الحرص على  صورة المجلس في أذهان المواطنين نظرا لتكرار ذات الأسلوب في تخاطب   سعادة الرئيس مع زملائه من أعضاء المجلس .

ختاما . قناعتي إلى حد كبير أن هذه المقالة لن تنشر اساسا . وإذا  ما نشرت فستكون في أضيق الحدود . لكن اذا نشرت فأتمنى على سعادة الرئيس أن يغير في أسلوب خطابه مع أعضاء المجلس حفاظا على صورة مجلس النواب . فهو ليس مجلس تشريعي ورقابة فقط  بل إنه مجلس تشريع و رقابة  و اسلوب تخاطب .

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير