البستنجي لـ"أخبار الأردن": مقبلون على تحولات مصيرية
![{title}](/assets/2025-01-28/images/10_news_1738051499.webp)
قال الكاتب والباحث في الصحافة العبرية الدكتور حيدر البستنجي، إن حرب الإبادة والتطهير العرقي ما تزال مستمرة، رغم توقيع اتفاق الهدنة، منوهًا إلى أن القادم قد يكون أشد خطورة، إذ تشير المؤشرات إلى مخططات تهجير قسري خارج القطاع، وهو ما أفصح عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، حين أشار إلى إمكانية ترحيل الفلسطينيين إلى دول مثل مصر والأردن وإندونيسيا وغيرها.
وأوضح البستنجي في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هناك أصوات عاقلة دعت إلى التروي منذ اندلاع الحرب على القطاع، وضرورة فهم استراتيجية العدو وتحليل نهجه، إلا أنها قوبلت بحملات تشكيك واتهامات بالعداء للمقاومة وبالوقوف ضد حماس، ومع ذلك، كشفت الوقائع منذ البداية أن أهداف الاحتلال المعلنة، مثل استعادة الجنود المخطوفين والقضاء على حركة حماس، ليست سوى قناع يخفي أطماعًا تتعلق بإعادة تشكيل الخريطة السياسية للمنطقة، مع التركيز على القضية الفلسطينية من خلال ضم الضفة الغربية أو أجزاء منها، والعمل على تهجير سكان غزة.
ونوّه البستنجي إلى أن الاحتلال لن يقبل بوجود أكثر من مليونين ونصف مليون فلسطيني محاصرين في قطاع غزة، يحملون مشاعر الغضب والرغبة بالانتقام، ذلك أن هذه الكتلة السكانية، بعد الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع، تُعتبر قنبلة موقوتة أكثر خطورة مما كان عليه الوضع قبل الحرب، مشيرًا إلى أن استمرار إسرائيل في عرقلة إعادة الإعمار، في حال بقاء حماس على رأس الحكم في القطاع، سيضاعف من حجم المأساة ويجعل الحلول أكثر تعقيدًا.
وذكر أن عودة سكان شمال غزة إلى مناطقهم التي تحولت إلى أنقاض تعد بمثابة إعلان لنهاية الحرب العسكرية، لكنها تفتح الباب على مصراعيه لحرب أخرى أشد قسوة، ألا وهي حرب البقاء، إذ أن الأخيرة غير مرتبطة بساحات المعارك، بقدر ما هي مرتبطة بمواجهة واقع مدمر تمامًا، فشمال القطاع بلا منازل، بلا مدارس، بلا مستشفيات، بلا ماء أو كهرباء، تغطيه أطنان من الركام ويختنق بآلاف الشهداء المدفونين تحت الأنقاض، متسائلًا حول قدرة سكان هذه المناطق على الصمود، فهل سيتمكنون من البقاء، أم أن رحلة البحث عن الحياة خارج غزة ستبدأ مع فتح المعابر؟.
وأشار البستنجي إلى أن المعركة لم تنتهِ، إذ يبدو أنها تدخل مرحلة أشد تعقيدًا، مرحلة تحتاج إلى إرادة صلبة وخطط استراتيجية لمواجهة تداعياتها، فما يجري تخطى في تأثيره وصف الأزمة الإنسانية، ووصل إلى مشروع أكبر يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، الأمر الذي يستدعي منا جميعًا العمل على إيقاف هذا المشروع بكل السبل الممكنة، والتأكيد على أن صمود غزة هو جزء من صمود الأمة بأكملها.