ما كان يجب فعله بعد لقاء الملك بترمب... أبو غنيمة يوضح لـ"أخبار الأردن"

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الباحث والناشط السياسي الدكتور أحمد أبو غنيمة إن الزوبعة الإعلامية التي أثارها سوء ترجمة تصريح جلالة الملك خلال لقائه مع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب كشفت عن خلل بنيوي واضح في أداء الإعلام الرسمي الأردني.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا القصور ألقى بظلاله على المشهد المحلي، حيث وجد المواطن الأردني نفسه في حالة من التخبط والتساؤل لساعات طويلة، قبل أن تتدخل وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية لتصحيح المسار بعرض التصريحات الحقيقية التي أدلى بها جلالة الملك، مضيفًا أن هذا التأخير في نقل الحقيقة، في لحظة كان العالم بأسره يتابع فيها اللقاء، يسلط الضوء على ضعف آليات الاتصال والإعلام في مؤسساتنا الرسمية.

وبين أبو غنيمة أن الغياب الملحوظ للإعلام الرسمي عن المشهد، خلال فترة زمنية حساسة كهذه، يستدعي إعادة النظر بجدية في استراتيجيات إدارة أدواتنا الإعلامية، فالأردن، كدولة ذات ثقل سياسي إقليمي، بحاجة إلى جهاز إعلامي قادر على مواكبة مواقف الدولة في القضايا المصيرية، وتقديم الرواية الرسمية بشكل دقيق وسريع.

وأكد ضرورة البناء على المواقف الصلبة والواضحة التي عبّر عنها جلالة الملك، سواء في المؤتمر الصحفي مع الرئيس الأمريكي أو من خلال التغريدات الرسمية لجلالته ووزير الخارجية، فهذه المواقف تعكس رؤية استراتيجية واضحة، يجب أن تكون بمثابة حجر الأساس في تعزيز الجبهة الداخلية، وتوحيد الصف الوطني لمواجهة التحديات والمخططات الخارجية التي تتربص بالأردن.

وعليه، فإن ما يتطلع إليه الشعب الأردني من الدولة لا يقتصر فقط على اتخاذ مواقف سياسية واضحة، وإنما يتعداه إلى ضرورة تبني نهج مستدام من المصارحة والشفافية، إذ يجب أن يشعر المواطن بأنه شريك في فهم طبيعة التحديات التي تواجه البلاد، وهذا يتطلب تطوير أدوات الإعلام الرسمي لتكون أكثر قدرة على نقل الحقيقة، ومواكبة التطورات السياسية بشكل لحظي ودقيق، وفقًا لما صرحّ به أبو غنيمة لـ"أخبار الأردن" الإلكترونية.

وأشار إلى أن أحد أبرز إشكاليات الإعلام الرسمي، التي برزت بشكل جلي في أعقاب لقاء الأمس، تكمن في الشخصيات التي يتم اختيارها للتعبير عن مواقف الدولة، إذ يشعر قطاع واسع من المواطنين بعدم الارتياح تجاه بعض الوجوه التي تكرر استضافتها على القنوات الرسمية وشبه الرسمية، مضيفًا أن هؤلاء الأشخاص، الذين غالبًا ما يقدمون "روايات معلبة" وديباجات جاهزة، لا ينجحون في إيصال الرسالة بشكل مقنع أو مؤثر، لذا، فإن من الضروري توسيع دائرة المشاركين في الحوارات الإعلامية، واستضافة أصوات جديدة تعبر عن رؤى متنوعة وأفكار مبتكرة، بما يخدم مواقف الدولة ويعزز مصداقيتها لدى الرأي العام.

واختتم أبو غنيمة حديثه بالقول إن الإعلام الرسمي بحاجة إلى مراجعة شاملة، حيث سرعة نقل المعلومة ودقتها، وآلية اختيار الكفاءات القادرة على تمثيل صوت الدولة بشكل يوازي حجم التحديات التي تواجهها، فالإعلام، في نهاية المطاف، ركيزة أساسية في بناء الثقة بين الدولة والمواطن، وسلاح فعال في معركة الوعي والرأي العام.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير