غزة.. الشعب الذي لا يقهر

إبراهيم القعير
الكل شاهد مشهد عودة النازحين إلى شمال غزة على شارع الرشيد الساحلي، سيل هادر من الناس وهم يكبرون "الله أكبر... الحمد لله"، وصولًا إلى مسامع العالم من شرقه إلى غربه. منعمين بالفرح والفخر والعزة، وحب الأرض والتشبث بها، مرفوعي الرؤوس رغم آلامهم وحزنهم وتعبهم. إن إرادتهم لا تُهزم. إنها أروع أنواع المقاومة والصمود والصبر.
أوقف الكيان الصهيوني المرتزق الحرب صاغرين مجبرين مهزومين، وذلك باعتراف العديد من ضباطهم وجنودهم، بعد أن عجزوا عن تحقيق أي هدف من أهدافهم. استخدموا كل ما يمتلكون من أسلحة دمار شامل، وجوع وتعطيش، وتدمير المستشفيات والأماكن العامة والخاصة، إضافة إلى الحصار. وبدلاً من أن يحققوا انتصارًا مطلقًا كما وعدهم نتنياهو، هُزموا هزيمة مطلقة.
انسحبوا من محور نتساريم، المسمى بـ"محور الموت"، إذلاء مجبرين صاغرين. ارتكبوا جميع الجرائم الإنسانية والأخلاقية والقانونية، مما أدى إلى تلويث صورتهم العالمية بأسوأ وأقذر الأوصاف. لم يعد لهم مكانة في العالم كما كانت في السابق. أصبح واضحًا للجميع كذبهم ونفاقهم، وأنهم مرتزقة لخدمة وحماية العصابة الصهيونية العالمية.
الغرب يعرفهم جيدًا بأنهم من أقذر البشر في العالم، لذلك يدعمونهم خوفًا من عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، بعد أن طردوهم من أوروبا في القرن السادس عشر.
عودتهم إلى شمال غزة أفشلت أخطر وأكبر مؤامرة صهيونية تهدف إلى تهجيرهم، والتطهير العرقي. كما أفشلت أهدافهم في إعادة الأسرى والإبادة الجماعية والانتصار عليهم. عودتهم درس من دروس الوحدة والنضال. هم الآن يرسمون مستقبل فلسطين والفلسطينيين.