المحاريق يكتب: للتوضيح ليس إلا!

سامح المحاريق
المشكلة ليست في المساعدة الأمريكية التي تقدم للحكومة الأردنية، فكثير منها ينفق أساسًا قبل أن يصل للحكومة، وبعض أوجه إنفاقه غير ضرورية ولا تتسم بالإنتاجية المباشرة، سوى توفير الوظائف لمن يرتبطون بالمشاريع.
الجانب الأهم هو ما كانت تقدمه الولايات المتحدة من ضمانات للقروض الأردنية، وهو ما لا يمكن النكوص عنه، ولكن هل كانت توجد مخططات لاتفاقيات ضمان قروض جديدة؟
المديونية هي المشكلة الأساسية في الحالة الأردنية، وخاصة بعد تصاعدها بصورة غير مريحة بعد 2011 وانقطاع الغاز المصري الذي كان يصل بأسعار مناسبة، بالإضافة إلى ضياع الكثير من الفرص الاقتصادية بسبب الأزمة في العراق وسوريا، وتراجع الدعم الخليجي، وإثقال العديد من المؤسسات بالموظفين، ومنها الجامعات الحكومية والصحف، وفي المقابل، عدم تمكين القطاع الخاص من أداء دوره، ولا من الحصول على مواقع تنافسية بناء على دراسة واقعية للمنطقة، في ظل وجود مجالس نيابية لم تكن معنية بتقديم قوانين عصرية للاستثمار، وبعضها كان يعبر عن مصالح مناهضة لنوعية معينة من الاستثمارات، وفوق ذلك، التوتر القائم والتمترس في توجس مستمر من أي قرار، في ظل تغيب الإعلام الأردني عن أداء دوره.
عمومًا تصريحات ترامب حول تهجير سكان غزة ليست سوى خلط من الرئيس الأمريكي الذي سيفوض الملف لأشخاص آخرين، وسيكون الحديث عن الضفة الغربية، وعن النغمة التي أخذها بن غفير وأخذ يتحدث عن تهجير طوعي! وهذا المصطلح يمكن أن يقترن بالإجراءات التي تتشكل في أفق الضفة الغربية، ووجود نحو 898 بوابة حول القرى والمدن، بالإضافة إلى الحواجز التي عادت لتنغيص حياة الفلسطينيين.
مواجهة خطط التهجير هي ببرنامج عربي واسع لدعم الفلسطينيين، وإذا كانت السلطة فشلت في إثبات قدرتها وجدارتها على إدارة المنح والمساعدات، فمن الضروري أن تذهب إلى انتخابات عاجلة، وإلا فهي ستكون شريكًا فيما يحدث وما سيحدث مستقبلًا.