عايش لـ"أخبار الأردن": هذا هو المقصود من إيقاف المساعدات الأمريكية
![{title}](/assets/2025-01-26/images/10_news_1737891550.jpg)
قال الخبير الاقتصادي حسام عايش إن المساعدات الأمريكية للأردن تُعتبر نموذجًا للاستقرار والالتزام طويل الأمد في العلاقات الثنائية، إذ تمتد جذورها عبر أكثر من سبعة عقود من الشراكة الوثيقة.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذه المساعدات، التي بدأت دعمًا اقتصاديًا وعسكريًا، تطورت بمرور الوقت لتصبح أحد الأعمدة الأساسية التي تعزز استقرار الأردن، مؤكدة بذلك أهميته الإقليمية حليفًا استراتيجيًا للولايات المتحدة في منطقة تعصف بها التوترات.
منذ عهد الرئيس باراك أوباما، الذي شهد تقديم مليار دولار كمساعدات سنوية، إلى الرئيس دونالد ترامب الذي رفع هذا الرقم إلى 1.25 مليار دولار في ولايته الأولى، ثم الرئيس جو بايدن الذي زادها إلى 1.45 مليار دولار، يظهر بوضوح أن هذه المساعدات تعكس مصلحة أمريكية واضحة في دعم الأردن بوصفه شريكًا مركزيًا في تحقيق الاستقرار والسلام الإقليمي، وفقًا لما صرّح به عايش لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
ونوّه إلى أن هذه الأرقام المتزايدة تعد نتاج مصالح متبادلة تجعل من الأردن ركيزة أساسية لاستراتيجياتها في المنطقة، فالمساعدات الأمريكية تضمنت ضمانات قروض ساعدت الأردن على الحصول على تمويلات بفوائد مخفضة، ما خفف الأعباء الاقتصادية وسمح للأردن بتطوير بنيته التحتية وتعزيز قدراته الاقتصادية والعسكرية.
وذكر عايش أن ما يميز المساعدات الأمريكية للأردن هو كونها ثاني أعلى التزام مساعدات من الولايات المتحدة لأي دولة في العالم، وهذا الالتزام يعكس الأهمية الجيوسياسية التي يتمتع بها الأردن، فباعتباره بوابة للأمن والاستقرار الإقليمي، يقع الأردن في قلب الاهتمام الأمريكي، إذ إن أدواره في تعزيز الاستقرار، ومكافحة الإرهاب، واستضافة اللاجئين، والوساطة في النزاعات الإقليمية تجعله حليفًا لا غنى عنه للولايات المتحدة.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن أن تتغير هذه المعادلة؟... ذلك أن أي محاولة لتقليص هذه المساعدات قد تؤدي إلى انعكاسات تطال الأردن، والمصالح الأمريكية نفسها، مضيفًا أن جزءًا كبيرًا من هذه المساعدات يخصص لدعم القطاع العسكري الأردني من خلال تمويل المشتريات والتدريبات، وهو ما يجعل تقليصها مكلفًا للولايات المتحدة نفسها، علاوة على ذلك، فإن المساعدات الاقتصادية تساهم في مشاريع حيوية تشمل تحسين البنية التحتية، وتمكين المرأة، وخلق فرص عمل للشباب، وتعزيز الأمن الغذائي والصحي، وهي مجالات تتقاطع بشكل مباشر مع استقرار المنطقة بأكملها.
في المقابل، دعا عايش إلى عدم إغفال أن الدعم الدولي للأردن لا يقتصر على الولايات المتحدة، فدول الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال، تدرك أهمية استقرار الأردن عاملًا حاسمًا لتحقيق التوازن في المنطقة.
ورغم كل ذلك، فإن الدور الأردني يتجاوز مجرد كونه متلقيًا للدعم، فالأردن يمثل المعادلة الحاسمة في أي ترتيبات سياسية أو أمنية تتعلق بالمنطقة، وحضوره الدبلوماسي، ومرونته السياسية، ودوره المحوري في القضايا الإقليمية، تجعل منه شريكًا لا يمكن الاستغناء عنه، وأي سيناريو مستقبلي للمنطقة، سواء تعلق بالسلام أو الأمن أو التنمية، لا يمكن أن يتحقق دون مشاركة أردنية فعّالة.
بالنظر إلى ذلك، فإن استمرار المساعدات الأمريكية للأردن ضرورة استراتيجية تخدم المصالح المشتركة، والإدارة الأمريكية، أيًا كانت توجهاتها، تُدرك أن استقرار الأردن يعني استقرار المنطقة بأكملها، ومع كل حديث عن إعادة ترتيب الأولويات الدولية، يبقى الأردن شريكًا موثوقًا يُعزز الأمن ويحقق توازنًا استراتيجيًا في منطقة تعج بالتحديات.