المحاريق: هذا هو الخطر الحقيقي أمام الأردن
![{title}](/assets/2025-01-26/images/10_news_1737887406.jpeg)
قال الكاتب الصحافي سامح المحاريق، إن الموقف الراهن يحمل في طياته تعقيدًا غير مسبوق، إذ تتشابك العوامل السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، لتضع الأردن أمام تحديات وجودية لا تحتمل التأجيل.
وأوضح المحاريق في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هذه التحديات تتضاعف مع تصاعد الضغوط الخارجية، التي لا تنحصر في قضية التهجير فحسب، لتلامس أبعادًا استراتيجية تهدد توازن الدولة وسيادتها.
ونوّه المحاريق إلى أن التهجير ليس سوى غلاف لقضية أعمق، وهي التدخل والتمدد في الأردن، فعندما يصبح التهجير أداة بيد القوى الخارجية لإعادة رسم المشهد الداخلي، فإن ذلك يضعنا أمام معضلة كبيرة، متسائلًا ما إذا كنا نمتلك القدرة على مواجهة هذه التدخلات وضمان استقرارنا الداخلي، ذلك أن الضغوط الحالية تُذكرنا بما مر به الأردن خلال أزمة اللاجئين السوريين، لكنها الآن أكثر تعقيدًا وخطورة، لأن التهجير بات يُوظف كعنوان للتغيير الديموغرافي والسياسي في المنطقة، مع ما يحمله ذلك من تداعيات بعيدة المدى.
وأشار إلى أن الخطر الحقيقي يتجلى في غياب رؤية وطنية موحدة للتعامل مع هذا الملف الشائك، إذ يبدو أن هناك شقين رئيسيين في تناول هذه القضية؛ الأول يتمثل في المواقف الرافضة لأي انخراط في المخططات الإقليمية مثل "صفقة القرن"، وهي مواقف تُعبر عن التمسك بالثوابت الوطنية، أما الشق الآخر، فيميل إلى التكيف مع الواقع الجديد تحت مظلة المصالح الآنية أو الضغوط الدولية، ولكن ما يزيد الوضع تعقيدًا هو غياب الحوار الجاد بين هذه الأطراف، وهو ما يترك المشهد الوطني في حالة من الفراغ الاستراتيجي، ويُضعف قدرتنا على صياغة رؤية متماسكة لمستقبلنا.
والسؤال الملح هنا: ما هي استراتيجيتنا الوطنية؟... وهل نكتفي برفض مبدئي دون خطوات عملية تُعزز هذا الرفض؟... وإن كنا عاجزين عن تحقيق هذا الرفض الكامل، فما هي التكلفة التي سنُضطر إلى تحملها؟... هذا النقاش غائب عن الساحة الوطنية، مما يجعلنا عرضة للضغوط الخارجية والتداعيات السلبية، وفقًا لما صّرح به المحاريق لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
وأوضح أنه على المستوى الإقليمي، فإن الموقف المصري يحمل إشارات تستحق الرصد، إذ أن أداء الإعلام المصري خلال الأيام القادمة قد يُقدم لنا مؤشرات واضحة على طبيعة التوجهات الإقليمية تجاه هذه القضايا، الأمر الذي يتطلب قراءة دقيقة وتحليلًا عميقًا لفهم تأثيره على الموقف الأردني.
واستطرد المحاريق قائلًا إنه يجب استنهاض الطاقات الوطنية والاعتماد على إمكانياتنا الذاتية لمواجهة هذه التحديات، مؤكدًا حاجتنا إلى حوار وطني شامل يُحدد الأولويات ويُعيد بناء الاستراتيجية الوطنية على أسس صلبة، قوامها التكاتف الداخلي والابتعاد عن المواقف المرتجلة.