القعير يكتب : الطوفان والانقلاب التاريخي على الصهيونية العالمية

{title}
أخبار الأردن -

 

إبراهيم القعير

المعنى اللغوي لكلمة "طوفان" ينطوي على دلالات دقيقة، أبرزها الشمول والاستغراق، والحدث الذي يطغى على غيره. "طوفان الأقصى" اجتاح العديد من الدول والقادة، وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني الغاصب الذي خاض معركة استمرت 471 يوماً، مستخدماً خلالها جميع أنواع الأسلحة والاستراتيجيات.

أبرز ما أحدثه هذا الطوفان كان الانقلاب التاريخي على العصابة الصهيونية العالمية. ظهر ذلك جلياً في خطاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي أحدث انقساماً في الشعب الأمريكي من خلال تصريحاته. ولأول مرة يُسمع الأذان الإسلامي هناك بصورة لافتة، كما أُجبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التوقيع على اتفاقية لتبادل الأسرى ووقف الحرب.

لأول مرة أيضاً، تظاهر طلاب الجامعات الأمريكية وبدؤوا بقراءة التاريخ بوعي أكبر، فاكتشفوا أن الكيان الصهيوني الغاصب يفتقر إلى الأخلاق والإنسانية والضمير. أدركوا أن الشعب الفلسطيني لا يقاتل إلا محتلاً مغتصباً لوطنه، وأنه ليس إرهابياً كما تدعي الدعاية الصهيونية، بل أن الكيان الصهيوني هو مجرم حرب لا يلتزم بالقوانين الدولية. كما بات واضحاً أن الحكومة الأمريكية تُدار من قِبَل "حكومة الظل"، أو ما يُعرف بالدولة العميقة، التي لعبت دوراً كبيراً في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

حرائق لوس أنجلوس في الولايات المتحدة قيل إنها لعنة من أطفال ونساء غزة لما تعرضوا له من إبادة جماعية. لهذا السبب، طلب ترامب من المسلمين الدعاء من أجلهم. أيقن العالم أن مستوى الجرائم والقتل تجاوز كل الحدود، وأن الإعلام فشل فشلاً ذريعاً في تبرير هذه الجرائم.

ترامب أساء إلى رؤساء أمريكا السابقين عندما قال: "الآن بدأ العصر الذهبي"، منكراً أن أي منهم قدم تطوراً حقيقياً لأمريكا، ومعتبراً أنهم كانوا سبب الفشل والصراعات القائمة. كما ادعى أنه أوقف الحرب في الشرق الأوسط وأعاد الأسرى.

الطوفان امتد ليصيب العديد من الدول التي انهارت أخلاقياً وإنسانياً، وخسرت آلاف الشركات التي أفلست، وارتفعت معدلات البطالة فيها. انكشف نفاق تلك الدول وكذبها المخالف للقوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية، مما أفقدها ثقة شعوبها والمنظمات الحقوقية الدولية.

الطوفان لا يزال مستمراً، وسيبقى كذلك ما دام الاحتلال العنصري الغاصب جاثماً في فلسطين. وهم يدركون جيداً أن نهايتهم ستكون مذلة، وسيخرجون من أرض فلسطين صاغرين أذلاء.

تابعونا على جوجل نيوز
البحر المتوسط لإدارة المواقع الإخبارية الالكترونية