حدث استثنائي في غضون أيام قليلة
قال الخبير العسكري محمد المغاربة إنه في غضون أيام قليلة، ستشهد المملكة العربية السعودية حدثًا سياسيًا استثنائيًا يحمل في طياته دلالات كبرى، حيث ستُعلن احتضانها لاعتراف عربي وإسلامي بالحكم السوري الجديد، في خطوة تُعد بمثابة تحول نوعي في المشهد الإقليمي والدولي.
وأضاف في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن المملكة العربية السعودية تتجه بخطوات حثيثة نحو استعادة موقعها الطبيعي والتقليدي في المحيطين العربي والإسلامي، بعد تحولات كبرى شهدتها المنطقة، أبرزها تحرير سوريا، وزوال نظام الأسد، وتلاشي نفوذ إيران الذي لطالما شكل تهديدًا خطيرًا قيد المواقف السعودية ودفعها إلى الابتعاد عن أدوارها التاريخية والقومية والدينية.
وأوضح المغاربة أن هذا التحول يضع السعودية في مسار جديد يعيد لها التزاماتها تجاه سوريا وشعبها، بوصفها جزءًا لا يتجزأ من التاريخ المشترك والروابط العميقة التي تجمع البلدين منذ فجر الرسالة النبوية وامتداد الفتوحات الإسلامية وحتى تأسيس المملكة.
وبيّن أن السعودية، بعد هذا التحول المفصلي، تبدو وكأنها تعيش مرحلة جديدة من "إيلاف قريش" بكل أبعاده ومعانيه، وهذه المرحلة تُبرز رغبة المملكة العميقة في سد فجوة السنوات الماضية مع سوريا، بما تمثله من عمق سني وعروبي أصيل، وفي الوقت ذاته، تُدرك السعودية أهمية إعادة بناء الجسور مع سوريا وشعبها، وتضع كافة إمكانياتها لضمان استقرار المنطقة، متجاوزة المخاوف الأمنية التي فرضتها عقود من الاحتلال الإيراني والتهديدات المتكررة للأمن القومي العربي على مدى نصف قرن.
ونوّه المغاربة إلى أن سوريا بالنسبة للسعودية تعد درة العمق السني والعروبي، وجزء لا يتجزأ من منظومة الأمن والاستقرار في الإقليم، ومع هذا التحرك نحو سوريا، تتسع الرؤية السعودية لتشمل إعادة الاعتبار للعلاقات مع لبنان، الذي يمثل قيمة استراتيجية وجغرافية وثقافية عالية بالنسبة للمملكة، وصولًا إلى تركيا، بما تحمله من ثقل في المحيط الإسلامي.