الماضي لـ"أخبار الأردن": الأردن يدرك دوره جيدًا تجاه سوريا
خاص
قال أستاذ علم الاجتماع السياسيّ الدكتور بدر الماضي إن الأردن بحنكته السياسية ومكانته الإقليمية، لن يُقدم توصيات للنظام السوري وهو على دراية تامة بأن الرئيس بشار الأسد يواجه مطالب دولية مستمرة لتفسير ما جرى في سوريا خلال السنوات العصيبة الماضية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الأردن يدرك تمامًا بأن النظام السوري لم يتجاوز بعد الأثر العميق للأحداث التي عصفت بالبلاد، والتي وضعت النظام في مواجهة مباشرة مع إرادة شعبه ومع المجتمع الدولي الذي يطالبه بمحاسبة عادلة عن انتهاكات حقوق الإنسان والكوارث الإنسانية التي ارتُكبت.
وبيّن الماضي أن الأردن يعلم بأن الولايات المتحدة تفرض عقوبات شديدة بموجب قانون قيصر، الذي يُجسد رفض المجتمع الدولي للنهج الذي انتهجه النظام السوري في التعامل مع الأزمة، سواء على الصعيد السياسي أو الإنساني، مضيفًا أن الأردن بحكمته وتجربته الدبلوماسية العريقة، وفي ظل هذه المعطيات، أذكى وأبعد نظرًا من أن يكون بوابة لإنقاذ نظام يقف على حافة الهاوية بفعل عوامل داخلية وخارجية.
ونوّه إلى أن الأردن يرى بأن أي مقترح لتشكيل حكومة سورية جديدة تحت سيطرة النظام لن يجد قبولًا لدى المجتمع الدولي، ما لم يستند إلى تغييرات جوهرية تُلبي مطالب السوريين، وتنسجم مع قرارات الشرعية الدولية، فالمجتمع الدولي، الذي لا يزال يُحمِّل النظام مسؤولية السنوات العشر الماضية، لن يمنح الشرعية لحكومة لا تعكس إرادة شعبها ولا تستجيب لاستحقاقات المصالحة الوطنية والإصلاح الحقيقي.
وأشار الماضي إلى أن الأردن، في مواقفه، يُوازن بحكمة بين المصالح الوطنية العليا والتزامه بالمبادئ الإنسانية والدولية، وهو يدرك أن دوره في المنطقة يحتم عليه أن يبقى وسيطًا نزيهًا، لا يُستخدم كجسر لتمرير سياسات تتجاهل معاناة الشعب السوري، ولا بوابة لإنقاذ نظام لم ينجح حتى الآن في بناء جسور الثقة مع مجتمعه ومع العالم.