برعاية ملكية سامية.. افتتاح مؤتمر الاستثمار الخليجي الأردني الأول
من جانبه، أعرب رئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس، عن تقديره لجلالة الملك عبدالله الثاني، لرعايته الكريمة للمؤتمر ما يجسد عمق ومتانة العلاقات الخليجية الأردنية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية.
وقال، إن المؤتمر يأتي تأكيداً للعلاقات الخليجية الأردنية المثمرة في ظل النمو المطرد في العلاقات الاقتصادية بين دول المجلس والأردن، حيث شهدنا خلال الفترة الماضية توقيع اتفاقيات للشراكة الاقتصادية لتحرير التبادل التجاري السلعي والخدمي بين الجانبين.
وأضاف الرواس، تأتي الاستثمارات الخليجية على رأس قائمة المستثمرين غير الأردنيين في المملكة بمختلف القطاعات الاقتصادية، حيث يقدر حجم هذه الاستثمارات بنحو 60 مليار دولار، موزعة على الكثير من القطاعات كالسياحة والأمن الغذائي والتعليم والصحة والصناعة والصناعات التحويلية.
وأكد أن تجارة الخدمات تلعب دورا مهما في العلاقات بين الجانبين وتتمثل بالأعداد الكبيرة من السياح الخليجيين الذين يزورن المملكة سنويا، بالإضافة إلى الطلاب الدارسين في الجامعات الأردنية، مشيرا الى وجود نحو 100 ألف أردني يعملون في دول الخليج، وتبلغ تحويلاتهم المالية السنوية للمملكة أكثر من 3.3 مليار دولار، ويحظون بكل التقدير والثناء لدورهم البناء في تنفيذ مشاريع القطاع الخاص ومشاريع التنمية الحكومية.
وأشار الى "أننا ننظر إلى العلاقات الاستثمارية والتجارية بين القطاع الخاص الخليجي والأردني كونها تنطوي على آفاق رحبة وواسعة، خاصة في ظل القيادة الرشيدة في الجانبين وقدرتها على توفير مختلف الحوافز وأشكال الدعم لتوسيع هذه الآفاق وترجمة توجهات قياداتنا السياسية الحكيمة للارتقاء بها لتكون أنموذجا لتكامل الاقتصاديات العربية".
وأعرب عن أمله بأن يحقق المؤتمر أهدافه في بناء شراكات قوية بين القطاع الخاص الخليجي والأردني، مبينا أن جلساته ستناقش العديد من القطاعات الحيوية مثل الأمن الغذائي واللوجستي، ما يتطلب إيجاد صناعات ومخازن وطرق مواصلات آمنة تؤمن الأمن الغذائي، علاوة على الاستفادة من التجارة الإلكترونية لتعزيز التجارة في القطاع الخاص بين الجانبين.
وأكد الرواس أن توجهات الاستدامة والاقتصاد الأخضر تفرض دراسة إقامة مشاريع خاصة في مجالات الطاقة الشمسية وتوجيه الاستثمارات الخليجية الأردنية نحو مشاريع الطاقة المتجددة، والعمل على مشروع الربط الكهربائي من الطاقة المتجددة وتعزيز التعاون في مجال ريادة الأعمال، وإقامة شراكات بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الخليجية والأردنية.
بدوره، قال رئيس غرفة تجارة الأردن خليل الحاج توفيق، إن" المؤتمر يؤسس لمرحلة جديدة من العمل الاقتصادي مبنية على قواعد متينة تعبر بنا الى مستقبل مشرق، وتكون نواة لوحدة اقتصادية عربية شاملة تشكل مفتاحا وطريقا نحو الازدهار والرفاه، وبما يمكن من تعزيز العمل العربي المشترك وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية".
وأضاف، إن المؤتمر يعقد وسط ظروف استثنائية تمر على المنطقة ما يحتم علينا جميعا الوقوف صفا واحدا لمواجهتها"، مؤكدا أن الأردن يؤمن دوما بأن بناء الشراكات المتينة في جميع المجالات هو الطريق الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقتنا.
وأشار الى أن استضافة غرفة تجارة الأردن للمؤتمر والاجتماع 65 لمجلس إدارة اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي، يمثل تجسيداً للعلاقات الأخوية العميقة التي تربط المملكة مع دول الخليج العربي بمختلف المجالات، لافتا إلى أن الغرفة تعمل دوما لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري مع دول الخليج العربي وبما يتماشى مع رؤية التحديث الاقتصادي ورؤى دولهم التي تسعى لتحقيق التنوع الاقتصادي والتنمية المستدامة.
وأكد الحاج توفيق أن هذه الرؤى المشتركة تمثل أساساً قوياً لبناء شراكات استراتيجية في العديد من القطاعات الاستراتيجية، لا سيما التعدين والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والخدمات والنقل والسياحة والأمن الغذائي والصناعات الدوائية وغيرها.
واعتبر أن هذا المؤتمر يشكل منصة حيوية لتبادل الخبرات والرؤى الاقتصادية، ويعكس التزامنا الدائم بتوفير بيئة استثمارية جاذبة ومشجعة في الأردن، وتعزيز التعاون المشترك من خلال الفرص المتاحة بمختلف القطاعات"، مشيرا الى حرص الغرفة على إدامة عَقد المؤتمر سنوياً في المملكة في إطار تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين المملكة ودول الخليج العربي.
وأكد أن الغرفة تتجه لتنظيم المؤتمر في مدينة العقبة لاتاحة الفرصة للاطلاع على الفرص الاستثمارية الواعدة فيها، مشددا على ضرورة توظيف كل المشتركات التي تجمع المملكة ودول الخليج العربي لمصلحة الشباب، من خلال خطط طموحة تدعم الإبداع والريادة والأفكار الخلاقة، وتستفيد من الكفاءات وتبادل الخبرات.
وقال الحاج توفيق، إن الاستثمار في الشباب خيار لا مفر منه ويجب ترجمته على أرض الواقع، مبينا أن الأردن ودول الخليج العربي زاخرة بقوى شبابية متعلمة ومؤهلة وتبحث عن فرصة لإثبات ذاتها، ما يتطلب منا جميعا احتضانها والاستثمار فيها بوظائف غير تقليدية تلبي احتياجات المستقبل.