السبايلة لـ"أخبار الأردن": ترامب يريد تحويل الرهائن من ورقة تفاوض إلى عبء
خاص
قال الخبير في الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إنه يتضح بجلاء أن إدارة ترامب، بكل أركانها ومؤسساتها، تتبنى موقفًا حاسمًا ومطلقًا في دعم إسرائيل، انسجامًا مع رؤيتها القائمة على حماية أمنها القومي وتعزيز مكانتها الإقليمية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا الموقف يمتد ليشكل استراتيجية متكاملة تهدف إلى مواجهة أي تهديد يُنظر إليه على أنه قد يزعزع استقرار إسرائيل أو يُضعف من قدرتها على فرض هيمنتها.
وأكد السبايلة أن الإدارة الأمريكية تظهر استعدادًا للنظر إلى أحداث 7 أكتوبر باعتبارها تهديدًا أمنيًا مباشرًا لإسرائيل، مع تجاهل واضح للبعد الإنساني والسياسي الأوسع للأحداث، مضيفًا أن هذا النهج يساهم في تضييق أي مجال للتسويات المحتملة، خاصة مع الأطراف الفلسطينية.
وذكر أنه كلما برزت قضايا حساسة مثل الرهائن، يُلاحظ أن الإدارة تميل إلى التقليل من فرص التفاوض، لمنح إسرائيل مساحة أوسع تفرض من خلالها شروطها دون الحاجة لتقديم تنازلات حقيقية.
وعلى صعيد آخر، يبدو أن الإدارة تعمل على تقويض قدرة حماس على استخدام قضية الرهائن كورقة ضغط سياسية، عوضًا عن ذلك، تسعى لتحويل هذه القضية إلى عبء داخلي واستراتيجي على الحركة، وهذا التحول يعكس رغبة واضحة في نزع أي قدرة تفاوضية قد تمتلكها حماس، بحيث يصبح احتجاز الرهائن عاملًا يزيد من الضغوط الدولية والمحلية على الحركة، بدلًا من أن يكون أداة لتحقيق مكاسب سياسية، وفقًا لما صّرح به السبايلة لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
واستطرد قائلًا إن التهديدات المرتبطة بهذا الملف بلغت مستويات غير مسبوقة، فبدلًا من أن تُعامل قضية الرهائن كمسألة قابلة للتفاوض قد تفتح أفقًا لحلول إنسانية أو سياسية، يجري استخدامها كأداة لتكريس عزلة حماس ودفعها نحو اتخاذ مواقف أكثر ضعفًا، وفي المحصلة، يعكس هذا التحول استراتيجيات أوسع تستهدف إضعاف التنظيمات، ليس فقط عسكريًا، بل أيضًا عبر تجريدها من أدواتها السياسية والتفاوضية، مما يعني بقاء الميدان مفتوحًا أمام إسرائيل لفرض رؤيتها دون أي مقاومة تذكر.