صحافيون لـ"أخبار الأردن": علينا أن نفكر مليًا في ما يستحقه أردننا

{title}
أخبار الأردن -

 

قال مدير مؤسسة مسارات الصحافي طلال غنيمات، خلال ندوةٍ نظمتها المؤسسة، وشهدت مشاركة ثلة من المحللين، والخبراء، والصحافيين، إن الانتخابات الأمريكية، لا سيما مع عودة الرئيس السابق دونالد ترامب للمشهد السياسي، تمثل محطة حاسمة ليس فقط للولايات المتحدة بل للعالم أجمع.

وأوضح أننا نواجه واقعًا جديدًا يتمثل في فريق البيت الأبيض الذي يبدو أن تشكيله يميل نحو التوجهات اليمينية المتطرفة، فهو فريق يبرز فيه تأثير الصهيونية بشكل غير مسبوق، حتى أن بعض أعضائه لا يعترفون بمفهوم "المواطن الفلسطيني"، ويتبنون رؤى تسعى لتجاهل الحقوق التاريخية والقومية للشعب الفلسطيني.

ونوّه غنيمات إلى أن الأردن أظهر موقفًا راسخًا في رفض الصفقة التي كانت تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية على حساب الحقوق الأردنية والفلسطينية، مؤكدًا أن الملك عبد الله الثاني رفض بشكلٍ قاطع المشاريع التي تستهدف تهجير الفلسطينيين إلى الأردن أو تقويض الدور الأردني في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

 

بدوره، قال الصحافي فارس الحباشنة إن المشهد السياسي في الأردن اليوم لا يثير القلق، بل يتسم بالاطمئنان العام لدى مختلف الأطراف، حتى بين أولئك الذين لم يحققوا مكاسب في المعركة السياسية.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، خلال الندوة التي نظمتها مؤسسة مسارات الأردنية، أن الأردن في قلب توازنات معقدة، ما يجعل التوافق الداخلي ضرورة حتمية للحفاظ على استقراره وموقعه، وبينما ينتظر العالم مآلات هذه المرحلة، يظهر الأردن قادرًا على تجاوز الهشاشة الظاهرة بفضل ما يمتلكه من إرث سياسي وقيادة واعية.

وأشار إلى أن خطاب الملك، شكل بوصلة ثابتة ربطت الماضي بالحاضر واستشرفت المستقبل، مؤسِّسًا لرؤية وطنية قوامها التحديث السياسي، بما يضمن استمرار المسار الديمقراطي الأردني وتعزيز بنيانه.

فيما يخص جماعة الإخوان المسلمين تحت قبة البرلمان، ذكر الحباشنة أن وجودهم يمثل فرصة سياسية نوعية عليهم استثمارها بذكاء، خاصة في المجالين التشريعي والرقابي، فالتركيز على رئاسة المجلس وحدها ليس الخيار الأمثل؛ فقد تتحول الرئاسة إلى عبء يعيق الكتل النيابية عن أداء دورها الحقيقي في تمثيل الشعب وتحقيق الإصلاح المنشود.

 

من جانبه، قال الصحافي حمدان الحاج إن "ترامب الجديد" استخلص دروسًا قيّمة من تجربته الرئاسية السابقة، بالإضافة إلى مراقبته الدقيقة لإدارة بايدن وكيفية تعامله مع الملفات الحساسة، ويظهر ذلك من خلال تصريحاته وسلوكياته، خصوصًا عندما أبدى ارتياحه لاستقباله في البيت الأبيض واستعداده لتسليم السلطة بطريقة سلسة، وهو ما يعني أن الصدمة التي تلقاها ترامب في نهاية فترته الأولى، سواء على المستوى السياسي أو الشخصي، دفعت به إلى إعادة ترتيب أوراقه والتفكير بعقلانية أكبر.  

وذكر أن ما قدمته إدارة بايدن لإسرائيل خلال فترة ولايته كان مكثفًا وعميقًا إلى درجة يصعب معها تخيل ما يمكن أن يضيفه ترامب في حال عودته إلى البيت الأبيض، مضيفًا أن ترامب اليوم ليس ذلك الرجل الذي عرف عنه الجنون أو الاندفاع الشديد في سنواته الأولى، ويبدو أنه قد نضج سياسيًا واكتسب قدرة أكبر على المناورة داخل أروقة الدولة العميقة الأمريكية، التي تمثلها مؤسسات كبرى مثل شركات الأسلحة واللوبيات المؤثرة، والتي تسيطر بشكل كبير على السياسات الأمريكية.  

وبيّن الحاج أن اختيارات ترامب لفريق عمله، سواء في FBI، أو وزارة الخارجية، أو البيت الأبيض، تعكس فهمًا أعمق للعبة السياسية، صحيح أن وجود شخصيات متصهينة أو داعمة لإسرائيل ليس بالأمر الجديد، لكن التنفيذ العملي سيكون هو المحور الرئيسي في مرحلته القادمة، وتجربة صفقة القرن في عام 2018، رغم ضغوطها الكبيرة، لم تحقق النتائج المرجوة، بل تركت آثارًا سلبية كادت أن تؤدي إلى انهيارها قبل أن يتمكن من إعادة طرح نفسه كلاعب سياسي محوري.  

ونوّه إلى أن ترامب العائد ليس هو ترامب الذي كان في 2016 أو حتى 2020، إذ إن العالم شهد تغيرات هائلة، منها الفوضى في ملف حقوق الإنسان، والدمار الكبير في غزة، والحديث عن السلام الذي بقي كلامًا نظريًا لا يتجسد على أرض الواقع، لتكشف الأوضاع الحالية أن هناك دعمًا أوروبيًا كبيرًا لإسرائيل، لكن ذلك يرتبط بمصالح اقتصادية واستثمارية، ومع ذلك، فإن العلاقة بين ترامب ونتنياهو في المرحلة القادمة لن تكون نسخة مكررة لما كانت عليه في السابق.  

وأكد الحاج أنه لا يمكن تجاهل خطاب جلالة الملك الأخير، الذي حمل بين طياته رسائل عميقة ودلالات رمزية مهمة، فاستخدامه لعبارة "قدس العروبة" لأول مرة يعكس تحولًا في الخطاب السياسي الأردني وتأكيدًا على مركزية القدس في الهوية العربية، مضيفًا أن هذه الرسالة، التي جاءت في وقت حساس، تعبر عن رؤية استراتيجية تتجاوز التفاصيل الآنية لتضع القدس في صميم المعادلة السياسية الإقليمية والدولية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير