العياصرة يلخص لـ"أخبار الأردن" مصير 7 دول مع عودة ترامب

{title}
أخبار الأردن -

خاص

قال المحلل السياسيّ الدكتور رامي العياصرة إن الحرب العالمية الثالثة ليست مجرد عنوان يُستدعى في نقاشات السياسة، بل أصبحت هاجسًا يُخيّم على العالم في ظل صعود التوترات الجيوسياسية، من تهديدات كوريا الشمالية لجارتها الجنوبية واليابان، إلى تصاعد النزاعات الإقليمية في الشرق الأوسط.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنه بينما يراقب العالم بقلق التحولات الكبرى، يبدو الشرق الأوسط مسرحًا مركزيًا لتلك التغيرات، خاصة مع الحديث عن عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وتأثيرها المتوقع على المنطقة.  

عودة ترامب: مبدأ التفويض والسيطرة  

وبيّن العياصرة أن عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ستعني تجديد منهجه القائم على التفويض المطلق والسيطرة السياسية، فترامب، الذي يتمتع بصلاحيات واسعة في النظام الرئاسي الأمريكي، قد يسعى لتعزيز هيمنته على المؤسسات الثلاث الكبرى: مجلس النواب، مجلس الشيوخ، والمحكمة العليا. كما أن احتمالية تعديل بنية المحكمة العليا بترشيحات جديدة تُمكنه من توجيه السياسة الأمريكية نحو تنفيذ أجندته بقوة أكبر.

وأشار إلى أن ما يميّز ترامب هو قدرته على تحقيق وعوده الانتخابية، كما أظهر في ولايته السابقة، حتى مع وجود معارضة قوية في الكونغرس، فنهجه هذا لا يعتمد على التحليل بقدر ما يقوم على "جمع القطع المتناثرة"، وفق تعبير المراقبين، لرسم صورة شاملة تعكس رؤيته للمشهد الدولي.

الشرق الأوسط: واقع جديد ومعادلات متغيرة  

وذكر العياصرة أن الشرق الأوسط اليوم ليس كما كان في 2016، والدول الفاعلة في المنطقة، مثل السعودية، تبنت مسارات جديدة لتوسيع خياراتها بعيدًا عن الاعتماد الكلي على الولايات المتحدة، فالرياض اتجهت نحو الصين وروسيا، وأبرمت تفاهمات تاريخية مع إيران، كسرًا لحواجز طويلة الأمد، وتصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في القمة الأخيرة، والتي دعا فيها لاحترام سيادة إيران، تعكس تغيرًا جذريًا في الموقف السعودي وتوجهًا نحو مقاربة أكثر استقلالية.

إيران تحت الضغط الأقصى

ولفت الانتباه إلى أن إيران، وكما هو متوقع، ستكون في قلب سياسات ترامب الخارجية، ومن المرجح أن يعود الرئيس الأمريكي إلى نهجه المعروف بالضغط الأقصى، عبر تشديد العقوبات الاقتصادية، ومحاصرة نفوذ إيران الإقليمي، وإيران في حسابات ترامب، جزء من محور عالمي مدعوم من الصين، وهذا يعني أن ترامب سيُركز على كبح جماح أذرع إيران في المنطقة، خاصة حزب الله، ووقف تدفق الأسلحة عبر سوريا إلى لبنان، وهذا قد يتزامن مع مساعٍ أمريكية لضمان أمن إسرائيل وإبقاء المنطقة تحت السيطرة الأمريكية في وجه النفوذ الصيني والروسي.

تركيا: بين البراغماتية والعشاء الأخير  

وذكر العياصرة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد يكون من أكثر المتحمسين لعودة ترامب، خاصة في ظل علاقة وصفها أردوغان بأنها "صداقة شخصية"، فالبراغماتية المشتركة بين الزعيمين قد تفتح الباب أمام تفاهمات جديدة، خصوصًا فيما يتعلق بالملفات الحساسة، مثل انسحاب القوات الأمريكية من شرق الفرات ووقف دعم الأكراد في شمال سوريا.

في الوقت نفسه، تلعب تركيا دورًا محوريًا في الوساطة الدولية، كما ظهر في مساعيها لوقف الحرب في أوكرانيا، مما يعزز مكانتها كفاعل أساسي في النظام العالمي.

القضية الفلسطينية: فصل جديد  

ونوّه إلى أن القضية الفلسطينية ستظل ملفًا محوريًا في سياسات ترامب، مع احتمال تصعيد الجهود لتثبيت واقع جديد على الأرض، إذ من المتوقع أن تشمل خطط ترامب خطوات مثل ضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن، إضافة إلى ترتيبات جديدة في غزة، خاصة بعد استنزاف الخيارات العسكرية الإسرائيلية.

بالنسبة لغزة، قد نشهد صفقات لتبادل الأسرى أو تفاهمات سياسية تضع حدًا للحرب المستمرة، لكن المستقبل السياسي للقطاع سيظل مرتبطًا بشكل وثيق بمصير الضفة الغربية.

الأردن: بين الضغط والمناورة  

الأردن، بحكم موقعه ودوره الإقليمي، يقف أمام تحديات كبرى، وفقًا للعياصرة، مضيفًا أن الدعم الأمريكي لإسرائيل، إلى جانب محاولات فرض حلول على حساب المصالح الأردنية، يضع عمان في موقف حساس.

وشدد العياصرة على أن السياسة الأردنية ستحتاج إلى دقة وحذر كبيرين، خاصة مع عودة ترامب، والتي قد تعني ضغطًا متزايدًا على المملكة، ومع ذلك، يمكن للأردن أن يعتمد على علاقاته الأوروبية المتينة، كما ظهر في زيارة الملك إلى بريطانيا بعد فوز ترامب في 2016، كوسيلة للتوازن بين الضغوط الأمريكية والمصالح الوطنية.

بالنسبة للأردن، فإن المرحلة المقبلة قد تكون شبيهة بفترة ترامب الأولى: ضغوط مكثفة ومحاولات للصمود حتى انتهاء العاصفة، والدبلوماسية الأردنية، بحنكتها المعهودة، قد تكون قادرة على عبور هذه المرحلة الحرجة بأقل الخسائر، مع الحفاظ على المصالح الوطنية العليا.

في النهاية، سيظل الشرق الأوسط مسرحًا رئيسيًا للتنافس العالمي، وسيبقى الفاعلون الإقليميون في سباق دائم لتحديد معالم مستقبلهم في ظل المتغيرات الدولية، وفقًا لما صرّح به العياصرة لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير