العتوم لـ"أخبار الأردن": قرار تسليح إسرائيل الأخير شرارة إشعال المنطقة
خاص
قال الباحث والمتخصص في السياسة الدولية الدكتور نبيل العتوم إن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عزمه إلغاء القيود المفروضة على نقل الأسلحة والمعدات القتالية إلى إسرائيل سيفتح الباب أمامها لتوسيع ترسانتها العسكرية بأنظمة وتقنيات فائقة التطور، بما يشمل الذكاء الاصطناعي والتقنيات السيبرانية المتقدمة.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا التفوق النوعي لن يقتصر على دفع الردع العسكري أمام إيران أو حلفائها مثل حزب الله، بل سيمكّن إسرائيل من فرض معادلات جديدة في إدارة النزاعات الإقليمية.
وبين العتوم أن قرارًا من هذا النوع سيُترجم إلى واقع يفرض على الدول العربية والإسلامية إعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية، وقد يُحفزها على الانخراط في سباق تسلح مكثف لمعادلة التفوق الإسرائيلي المتنامي.
وذكر أن من شأن هذه الخطوة أن تُعمّق الشرخ القائم بين الدول العربية، فقد تدفع بعض الدول إلى تصعيد مواقفها ضد إسرائيل، بينما قد تختار دول أخرى تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة وإسرائيل، بما يتماشى مع مصالحها السياسية أو الاقتصادية، وهذه التوجهات المتباينة ستُعقّد الجهود الرامية إلى بناء موقف عربي موحّد تجاه القضية الفلسطينية.
ونوّه العتوم إلى أن إسرائيل ستُفسر هذه الخطوة كضوء أخضر لمواصلة سياساتها التوسعية والضغط العسكري على الفلسطينيين، وهذا السيناريو قد يُشعل موجة جديدة من التصعيد في الأراضي المحتلة، حيث ستتزايد الدعوات الفلسطينية للتصدي لهذه السياسات، مما سيُضعف فرص تحقيق تسوية سلمية عادلة.
وحذّر من أن القرار الأمريكي المتوقع سيُعزز من الشعور بالخطر لدى إيران، التي ستعتبره تهديدًا مباشرًا لمصالحها الإقليمية، وقد يدفع ذلك طهران إلى تكثيف دعمها لحلفائها الإقليميين مثل حزب الله والميليشيات المسلحة في العراق وسوريا، مشيرًا إلى أن رد الفعل الإيراني قد يتجاوز الدعم التقليدي ليشمل تحركات عسكرية مباشرة أو تعزيز التنسيق مع قوى دولية كروسيا والصين لموازنة النفوذ الأمريكي.
واستطرد العتوم قائلًا إن القرار سيواجه انتقادات واسعة من المجتمع الدولي، خاصة من الدول الأوروبية التي تُحذر من تصعيد سباق التسلح في الشرق الأوسط، كما قد يُثير التساؤلات حول التزام الولايات المتحدة بدورها كوسيط محايد في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ولفت الانتباه إلى أن هذه الخطوة قد تُشعل جدلًا داخل الولايات المتحدة بين التيارات السياسية، إذ ستتباين الآراء بين مؤيد يرى فيها تعزيزًا للتحالف الاستراتيجي مع إسرائيل، ومعارض يُحذر من تداعياتها السلبية على الأمن الإقليمي وصورة الولايات المتحدة.