عضو سابق في إدارة ترامب لـ"أخبار الأردن": البلاد أمام منعطف هو الأكثر حسمًا في تاريخها الحديث
قال العضو السابق في إدارة ترامب بالبيت الأبيض سعد بيلاني إنه مع اقتراب يوم الانتخابات، يتدفق ملايين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع، بينما تسود البلاد حالة ترقب مشوبة بالحذر لنتائج قد تضع الولايات المتحدة أمام أحد المنعطفات الأكثر حسمًا في تاريخها الحديث، فمن جهة، يقف الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يسعى إلى العودة إلى البيت الأبيض ليصبح أول رئيس أمريكي منذ أكثر من قرن يحكم في فترتين غير متتاليتين، طامحًا إلى إحياء مشروعه السياسي، بينما، تقف نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي قد تدخل التاريخ كأول امرأة تتولى الرئاسة، في مسعى لاستكمال أجندة الإدارة الحالية، وحشد التأييد لأهدافها المستقبلية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الأرقام غير المسبوقة للمشاركة في الاقتراع المبكر، والتي بلغت ما يقارب 80 مليون صوت، عكست مدى الاهتمام والإلحاح الذي يشعر به الأمريكيون تجاه هذه الانتخابات، مضيفًا أن هذا الزخم يتجلى كذلك في النشاط المكثف للحملات الانتخابية، حيث لم تتوقف التجمعات الانتخابية من كلا الفريقين حتى الساعات المتأخرة من الليل، وسط مخاوف في معسكر ترامب من تأخير إعلان النتائج ليلة الانتخابات، ما يعيد للأذهان الارتباك الذي شهدته انتخابات 2020.
وبيّن بيلاني أن بوصلة هذا الصراع الانتخابي تتحدد في "الولايات المتأرجحة" ذات الأهمية المحورية، مثل بنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن، التي نجح ترامب سابقًا في كسر هيمنة الديمقراطيين فيها عام 2016، ولا يزال يراها مفتاحًا للعودة إلى البيت الأبيض، فحملته تركز بقوة على الوصول إلى الناخبين من الطبقة العاملة، والمجتمعات الريفية، الذين يشعرون بالاغتراب عن سياسات الإدارة الحالية.
ويبدو أن حملة ترامب هذه المرة أوسع وأشمل، حيث استطاعت بناء قاعدة تحالفات تشمل أعدادًا متزايدة من الناخبين العرب والمسلمين في ميشيغان، الذين يرون في سياسات الإدارة الحالية تناقضًا مع تطلعاتهم للاستقرار والسلام، وفقًا لما صرّح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
في المقابل، ذكر بيلاني أن هؤلاء الناخبين ينتابهم قلق من مواقف كامالا هاريس وبعض مستشاريها المرتبطين بإرث من السياسات الصراعية، ومن بينهم ليز تشيني، ليعزز هذا التحالف من المخاوف المتزايدة بشأن احتمال عودة الولايات المتحدة إلى سياسة التدخلات العسكرية في الشرق الأوسط، التي قد تتسبب في صراعات إقليمية جديدة وتكلف البلاد والشرق الأوسط أثمانًا باهظة.
وعلى صعيد آخر، نوّه إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة تعكس انقسامًا واضحًا في الولايات المتأرجحة، إذ كشف استطلاع حديث لشبكة (NBC) عن فجوة بين الجنسين تمثل اختلافًا عميقًا في رؤى الناخبين الأمريكيين، مستطردًا أن أنصار ترامب أطلقوا تحذيرات من احتمال تأخير إعلان النتائج النهائية في بعض الولايات، لا سيما بنسلفانيا وويسكونسن، حيث تمنع القوانين الانتخابية فرز بطاقات الاقتراع البريدية قبل يوم الانتخابات، ما أثار قلقًا من تكرار حالة الغموض التي أحاطت بانتخابات 2020.
وقد أكد فريق ترامب على مطالبته بالشفافية والمساءلة، مع استعدادهم لتقديم طعون قانونية ضد أي مخالفات يرونها مؤثرة على مصداقية العملية الانتخابية، حيث نشر الفريق أكثر من 500 محامٍ في الولايات المتأرجحة لضمان مراقبة صارمة لسير الانتخابات.
وقال بيلاني إن أنظار الملايين تتجه نحو هذا المشهد الانتخابي، لمعرفة الرئيس القادم، ولتحديد المسار السياسي الذي ستتبعه البلاد لعقود قادمة؛ إذ يبدو أن الحزب الجمهوري متفائل بشعبية ترامب المستمرة، خاصة في الولايات المتأرجحة، إلا أنه يدرك التحديات الكبيرة في ظل انقسام الأمة الحاد.
وذكر أن الوقت يبقى كفيلًا بتوضيح مسار الأحداث، إلا أن عودة محتملة لترامب إلى البيت الأبيض تثير حماسًا غير مسبوق، وترسم ملامح فصل جديد قد يكون من أكثر الفصول تأثيرًا وعمقًا في التاريخ الأمريكي.