أبو غنيمة لـ"أخبار الأردن": القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن ليست شأنًا خارجيًا
خاص
قال الناشط والباحث السياسي الدكتور أحمد أبو غنيمة إن الرد على من يشكك في موقف الأردن من أحداث غزة ويظن أن دوره أقل مما ينبغي، يأتي من خلال تسليط الضوء على عمق العلاقة الأردنية - الفلسطينية التي تتجاوز المصالح السياسية المؤقتة وتستند إلى تاريخ طويل من التضامن المصيري بين الشعبين.
وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أنه منذ استشهاد كايد المفلح العبيدات، أول شهيد أردني على أرض فلسطين عام 1920، أثبت الأردنيون من خلال الدم الذي امتزج بالدم الفلسطيني أن القضية الفلسطينية ليست قضية شعب شقيق وحسب، بل هي قضية وطنية تمثل جزءًا أساسيًا من الوجدان الجمعي الأردني، مضيفًا أن الأردني يرى في الدفاع عن فلسطين والقدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها دفاعًا عن نفسه.
وبيّن أبو غنيمة أن الأحداث الأخيرة منذ السابع من أكتوبر شهدت دورًا أردنيًا بارزًا، إذ جاءت تصريحات جلالة الملك عبد الله الثاني حازمة وواضحة في إدانة العدوان والمطالبة بوقف المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، مع ما رافق ذلك من تحركات دبلوماسية فاعلة لوزير الخارجية الأردني في المحافل الدولية، والتي تميزت بقوة الموقف وجرأته، ما أثار استياء الكيان الصهيوني وقادته.
وأكد أن الأردن لم يكتف بذلك، بل قام بإرسال قوافل الإغاثة الطبية والغذائية عبر الجو والبر لكسر الحصار القاتل على قطاع غزة، في تعبير عملي عن التضامن والدعم غير المشروط مع الشعب الفلسطيني.
وعلى المستوى الرسمي، ذكر أبو غنيمة أن الأردن تميز بمواقفه المتقدمة التي تضمنت سحب السفير الأردني من تل أبيب، وإبلاغ سفير الكيان بعدم الترحيب به في عمان، إضافة إلى تعليق توقيع اتفاقية الطاقة مع الكيان، وهو ما يعد موقفًا ضاغطًا يهدف إلى دفع المجتمع الدولي لإيقاف آلة الحرب الإسرائيلية المتوحشة ضد غزة.
أما الجانب الشعبي، فقد تجلى بوضوح في مسيرات وتجمعات غاضبة ومطالبات شعبية متصاعدة منذ السابع من أكتوبر 2023 تطالب بمزيد من الصرامة تجاه الكيان الصهيوني، بما في ذلك إعادة النظر في اتفاقية وادي عربة واتفاقيات المياه والطاقة، ومطالبة الحكومة باتخاذ خطوات تعبر عن الرفض الشعبي التام للتطبيع مع هذا الكيان، لتكون هذه الفعاليات تعبيرًا واضحًا عن ارتباط الشعب الأردني الوثيق بالقضية الفلسطينية ورغبته في اتخاذ موقف أكثر استقلالية تجاه الكيان الصهيوني، في رسالة واضحة بأن أي علاقة بين الأردن والكيان لا ينبغي أن تكون على حساب الحقوق الفلسطينية، وفقًا لأبو غنيمة.
أما الدعوات التي تروج بأن الأردن يجب أن ينأى بنفسه ويركز على قضاياه الداخلية، فقد نوّه أبو غنيمة إلى أنها تغفل أن القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن ليست شأنًا خارجيًا، فالتهديدات التي تتحدث عنها القيادات الصهيونية بوقاحة باتت واضحة، وأهدافها التوسعية لا تخفي حقيقة أن الأردن قد يكون مستهدفًا في خطط المستقبل الصهيونية؛ لذا، فإن حماية الأمن الأردني تبدأ بدعم صمود الشعب الفلسطيني، بما يعزز استقراره ويسهم في تحصين الأردن ذاته ضد التهديدات.