الرفوع لـ"أخبار الأردن": احتقان أردني تجاه إسرائيل

{title}
أخبار الأردن -

 

قال الوزير الأسبق فيصل الرفوع، إن الشعب الأردني يُعرف بمواقفه الثابتة والحساسة تجاه القضية الفلسطينية، حيث يُعتبر تضامن الأردنيين مع فلسطين من أقوى حالات التضامن الشعبي في العالم العربي.

وأوضح الرفوع في تصريحٍ خاص لصحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونيةـ أن هذا التضامن لا يقتصر على المستوى الشعبي فقط، بل يشمل القيادة الأردنية بأعلى مستوياتها؛ فجلالة الملك عبد الله الثاني، وجلالة الملكة رانيا، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، يلعبون أدوارًا محورية في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والوقوف في وجه الممارسات الإسرائيلية التي تستهدف الأرض والشعب الفلسطيني.

وبيّن أن جلالة الملك لطالما كان صوتًا عاليًا في المحافل الدولية، يدعو إلى ضرورة وقف العدوان الصهيوني على الفلسطينيين، وإيجاد حل عادل ودائم يضمن للفلسطينيين حقوقهم الوطنية المشروعة، كما أن التحركات الدبلوماسية الأردنية بقيادة وزير الخارجية أيمن الصفدي، تأتي متسقة مع هذه المواقف الملكية، حيث يعكف الأردن على التأكيد بشكل دائم في كل لقاءاته وتصريحاته الدولية أن إسرائيل، بسياساتها العدوانية والتوسعية، تجر المنطقة برمتها إلى حالة من الفوضى والتصعيد، ما يهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله.

وأشار الرفوع إلى أن القدس، بطبيعة الحال، تحتل مكانة خاصة لدى الأردنيين، فهي رمز ديني وتاريخي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بهويتهم الوطنية والدينية، وهذا الحس العميق تجاه القدس يزيد من توتر العلاقات بين الأردن وإسرائيل، حيث يُنظر إلى أي مساس بالمدينة المقدسة أو محاولات تهويدها على أنه استفزاز صارخ يتجاوز السياسة إلى المقدسات الدينية التي يعتبرها الأردنيون جزءًا لا يتجزأ من عقيدتهم.

وذكر أن تصاعد الأحداث في الضفة الغربية واستمرار التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، يشعر الأردن أن هذه الممارسات تمثل خطرًا وجوديًا عليه، فما يحدث في الضفة الغربية وغزة يمثل عمقًا استراتيجيًا للأردن، وأي تغير في الوضع الجيوسياسي هناك قد تكون له تداعيات مباشرة على الأمن القومي الأردني، ومن هذا المنطلق، يرى الأردن أن استمرار العدوان الإسرائيلي يُمثل تهديدًا خطيرًا على الأردن نفسه، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم حالة الاحتقان الشعبي والسياسي في المملكة تجاه إسرائيل.

وقال الرفوع إنه لا يمكن النظر إلى هذا الاحتقان الشعبي على أنه مجرد رد فعل عاطفي، فالحقيقة أن الأردنيين ينظرون إلى أنفسهم على أنهم جزء لا يتجزأ من النسيج العربي والإسلامي، وهم يشعرون بواجب تاريخي وأخلاقي تجاه القضية الفلسطينية، علاوة على ذلك، فإن هناك شعورًا متجذرًا بين الأردنيين بأن سياسات إسرائيل ليست مجرد اعتداء على الشعب الفلسطيني، بل تشكل أيضًا تهديدًا مباشرًا للأمن والاستقرار في الأردن.

وفي ظل هذه الأوضاع، نوّه إلى أن الواقع الأمني الجديد يفرض على إسرائيل ثمنًا كبيرًا نتيجة السياسات التي اتبعتها والمجازر التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين، وهذه الجرائم لن تمر دون ارتدادات عميقة قد تترجم إلى ضغوطات دولية متزايدة على إسرائيل، خاصة في ضوء تزايد الوعي العالمي بشأن الانتهاكات التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.

وأردف أن ما يميز الأردن هو خصوصية شعبه، الذي يملك حسًا قوميًّا ودينيًّا عميقًا تجاه فلسطين، وهو ما يجعله أحد أقوى الداعمين لحل الدولتين القائم على إنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ما يشير إلى حالة إدراكٍ جماعيّ بأن دعم هذا الحل لا ينبع فقط من اعتبارات سياسية، بل يعكس إرادة شعبية أردنية واضحة تعتبر أن تحقيق العدالة للفلسطينيين هو الضمانة الوحيدة لتحقيق الاستقرار في المنطقة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير