أبو زيد لـ"أخبار الأردن": حتى مع اغتيال السنوار... المقاومة مستمرة في هز الاحتلال وإرباكه
خاص
علّق الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد على الأنباء المتداولة بشأن استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، قائلًا إنه ينبغي علينا التوقف عند نقطة محورية، وهي أن المقاومة في غزة ليست مرتبطة بشخص بعينه، وليست متجسدة في قائد محدد.
وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" أن المقاومة قامت ببناء هيكلها التنظيمي بمنهجية تجعلها قادرة على الاستمرار والتكيف رغم فقدان أي من قادتها، مضيفًا أنه عندما استُشهد القائد أحمد الجعبري، لم تضعف المقاومة، بل واصلت عملها بذات الكفاءة والعزيمة، ما يُظهر بوضوح أن بنيتها الأساسية مبنية على أسس متينة لا تهتز بفقدان أي فرد مهما كانت رمزيته.
وبيّن أبو زيد أنه رغم الأهمية التي يحملها يحيى السنوار كرمز من رموز المقاومة، فإن غيابه، إن صحت الأخبار المتعلقة بوفاته، لن يُحدث تأثيرًا جذريًا على هيكلها التنظيمي أو قدرتها القتالية، فالمقاومة في جوهرها لا تعتمد على قيادة عمودية، بل تتبع نظام "العقد القتالية"، حيث تتمتع كل عقدة باستقلالية في التخطيط والتنفيذ. وبذلك، تُصبح القيادة العليا بمثابة جهة توجيه استراتيجي، بينما التنفيذ يتم على مستوى كل عقدة بشكل مستقل، ما يعزز من صلابة المقاومة وقدرتها على المناورة ومواصلة القتال حتى في أصعب الظروف.
واستشهد بتجارب حركات مقاومة أخرى في هذا السياق، مثل اغتيال حسن نصر الله، الذي كان يُعد أحد القادة الروحيين لحزب الله، ورغم ذلك لم يتوقف الحزب عن القتال ولم تتأثر بنيته التنظيمية، وهذه الأمثلة تبرز أن حركات المقاومة تنشئ نفسها على أساس مؤسسي، وتضع في الحسبان أن قياداتها قد تتعرض للاغتيال أو الاستشهاد في أي لحظة، ولهذا يتم بناء التنظيمات بعيدًا عن فكرة تجسيدها في شخص واحد.
أما فيما يتعلق بالتفاصيل الفنية لعملية اغتيال السنوار، تشير المعلومات الأولية إلى أن العملية وقعت في رفح، وجاءت نتيجة اشتباك مع قوات الاحتلال، تلاه قصف للمبنى الذي كان يضم عناصر من المقاومة.
وعلى الرغم من أن هذه المعلومات لم يتم تأكيدها بشكل قاطع حتى الآن، فإن جوهر الموضوع يظل كما هو: المقاومة لا تعتمد على فرد واحد، بل هي كيان جماعي يعمل بنظام محكم وقادر على الصمود والتكيف مع كل المستجدات، كما صرّح أبو زيد لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
وأشار إلى أن الاحتلال، بقيادة بنيامين نتنياهو، قد يحاول استثمار هذا الحدث لتحقيق مكاسب دعائية تُظهره بمظهر المنتصر، لكن من الضروري التأكيد أن الأهداف الأساسية للحرب، وعلى رأسها تحرير الأسرى، لم تتحقق بعد. وبالتالي، فإن أي نشوة مؤقتة قد يشعر بها الاحتلال لن تلغي حقيقة أن المقاومة ستواصل مسيرتها، مستندة إلى بنيتها القتالية المرنة واستراتيجيتها المقاومة التي لا تتأثر برحيل فرد أو قائد مهما بلغت قيمته الرمزية.