السبايلة لـ"أخبار الأردن": إيران تدرك جيدًا أن الضربة العسكرية ضدها باتت وشيكة

{title}
أخبار الأردن -

 خاص 

قال الباحث في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، الدكتور عامر السبايلة، حول اللقاء الذي جمع الملك عبد الله الثاني بوزير الخارجية الإيراني، الدكتور عباس عراقجي، إن هذه الزيارة تأتي في إطار تحرك دبلوماسي إيراني واسع النطاق، يعكس سعي إيران الحثيث لاحتواء التهديدات المتزايدة التي تواجهها على المستوى الإقليمي والدولي.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن طهران تدرك جيدًا أن الضربة العسكرية ضدها باتت وشيكة، وأنها جزء من الواقع السياسي والعسكري الذي يجب التعامل معه. لذا، تحاول تبني استراتيجية مزدوجة؛ تقوم على توسيع شبكة علاقاتها الإقليمية، وفي الوقت نفسه، استخدام هذه العلاقات كوسيلة للتهويل وتخويف الأطراف الأخرى.

وبيّن السبايلة أن إيران تسعى إلى استغلال المحيط الجغرافي الذي يحيط بها، في محاولة لتحييد بعض الدول، أو على الأقل تخفيف حدة مواقفها تجاهها. ولعل زيارة عراقجي تأتي في إطار هذه الاستراتيجية الهادفة إلى تقديم إيران كلاعب مسؤول يسعى لتفادي التصعيد والحرب.

وذكر أن التحرك الإيراني لا يتوقف عند الأردن فقط، بل يشمل أيضًا دولًا أخرى مثل تركيا ومصر، وأن هذه الزيارات تعد جزءًا من خطة دبلوماسية أكبر، تسعى طهران من خلالها إلى بناء تكتلات أو على الأقل ضمان عدم انضمام الدول المحيطة إلى أي تحالف دولي محتمل ضدها. ومن الواضح أن الخطوط الدبلوماسية مع الولايات المتحدة ليست فعالة في هذه المرحلة، وهو ما دفع إيران إلى توجيه أنظارها نحو الدول الإقليمية، في محاولة لخلق توازنات جديدة قد تساهم في منع أو تأجيل أي ضربة عسكرية.

وأكد السبايلة أن إيران تدرك أهمية استخدام أساليب الترغيب والترهيب في الوقت نفسه؛ فهي تحاول أن تقدم نفسها للدول المجاورة كلاعب لا يرغب في التصعيد، وتسعى إلى إقناع هذه الدول بأن الحوار والتفاهم هو السبيل الأفضل للحفاظ على استقرار المنطقة. وفي المقابل، تستخدم سياسة الترهيب من خلال التحذير من أن أي استهداف لها قد يؤدي إلى تصعيد شامل يشمل جميع الدول المجاورة، مما يضع هذه الدول في موقف حرج بين تأييد أو معارضة أي تحرك عسكري ضد إيران.

ورغم كل هذه التحركات، يرى السبايلة أنه من الضروري عدم الانسياق كثيرًا وراء التحليلات التي تضخم من شأن هذه الزيارات الدبلوماسية. ففي النهاية، زيارة عراقجي للأردن تأتي في إطار جولة تشمل عدة دول، والأردن ليس إلا محطة ضمن هذا المسار الدبلوماسي الأوسع. وما يجب التركيز عليه هو التحليل الموضوعي للسياسات الإيرانية في هذا السياق، وكيفية تأثيرها على التوازنات الإقليمية في المرحلة المقبلة.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير