أبو رمان: يصعب التنبؤ بالقادم رغم وضوح أهداف الصراع

{title}
أخبار الأردن -

 

قال المستشار الأكاديمي لمعهد السياسة والمجتمع محمد أبو رمان إن الإقليم يعيش مرحلة يصعب فيها التنبؤ بما قد يأتي به المستقبل، وبشكلٍ خاص مع حالة عدم اليقين التي تسيطر على غرف القرار الأمريكية، والإسرائيلية.

وأوضح لدى حديثه لقناة المملكة، رصدته صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أننا في خضم معركة متواصلة، الصواريخ فيها لا تزال تُطلق باتجاه قلب إسرائيل، وهو ما يؤثر بشكل كبير على الحسابات السياسية. فما يحدث على الأرض ينعكس على الأهداف السياسية بشكل مباشر. في السياق نفسه، نواجه أيضًا تحديًا آخر يتمثل في التأخر الإسرائيلي في الرد على إيران، وهو ما يُشبه إلى حد كبير التأخر الإيراني في الرد على اغتيال إسماعيل هنية وحسن نصر الله. خلال تلك الفترة، بلغ التأخر حد السخرية، وتساءل الكثيرون عن مكان الرد الإيراني.  

وبيّن أبو رمان أن عملية "الوعد الصادق 2" جاءت بصواريخ لم تكن ذات تأثير بالغ، إلا أنها كانت مختلفة هذه المرة، إذ اعترفت كل من إسرائيل والولايات المتحدة بوصول الصواريخ إلى قواعد عسكرية، مشيرًا إلى أن الحسابات الإسرائيلية حاليًا معقدة جدًا، وهناك العديد من المتغيرات التي تدخل في المشهد، وهي الحوار الجاري بين الإدارة الأمريكية والإسرائيليين، في وقتٍ تشير التسريبات فيه إلى أن الأمريكيين يحاولون إقناع إسرائيل بصفقة تتضمن دعمًا عسكريًا، وأمنيًا، وماليًا كبيرًا، مقابل تجنب الرد المباشر على إيران في هذه المرحلة، لأن هذا لا يخدم المصالح الأمريكية أو الإسرائيلية.  

وعن الحلول، أكد أبو رمان أن موازين القوى هي التي ستحكم أي اتفاق يتم التوصل إليه، وأن إسرائيل حاولت استثمار القوة العسكرية في ضرب حزب الله، وقد تلاقت في فترة معينة مع ما طرحته فرنسا بشأن عودة حزب الله إلى المعادلة اللبنانية.  

على سبيل المثال، رأينا كيف ذهب وزير الخارجية الإيراني مباشرة إلى بيروت وأعلن أنه لا يمكن اختيار رئيس للبنان قبل التوصل إلى وقف إطلاق النار. واليوم، هناك حديث عن تسريبات تشير إلى أن حزب الله وافق على وقف إطلاق النار، دون ربطه بوقف العمليات في غزة، لكن هذه التسريبات تثير العديد من التساؤلات، كما صرّح أبو رمان.  

في هذا السياق، الحوار الإيراني الأوروبي يعتبر عنصرًا مهمًا، حيث لعب الأوروبيون دورًا في تأجيل الرد الإيراني على إسرائيل.  

وذكر أبو رمان أننا أمام متغيرات عديدة، وأن السؤال الأبرز الآن هو: إلى أي مدى إيران مستعدة لتلقي ضربة كبيرة؟... لكن ما يبدو واضحًا هو أن حزب الله لم يكن يرغب في التورط بشكل كبير في هذه الحرب. وهناك عدة أسباب لذلك، لكن السبب الرئيسي هو الضغط الاجتماعي الكبير الذي واجهه من قاعدته الشعبية، والتي تدرك حجم التكلفة الباهظة التي ستترتب على الانخراط في حرب موسعة.  

وقال إن هناك أجندة غربية، أوروبية، أمريكية، وربما عربية، تسعى إلى إعادة تشكيل موازين القوى في لبنان، وليس بالضرورة أن تركز على وجود حزب الله، ولكن إنهاء حالة التفوق التي يتمتع بها داخل لبنان. أما بالنسبة لإسرائيل، فأهم ما يهمها هو إنهاء التهديد الذي يشكله حزب الله على حدودها الشمالية، وتأمين هذه الحدود بشكل كامل.  

أعتقد أن هذا هو الهدف الرئيسي لإسرائيل في المرحلة القادمة، ولن تقبل بأقل من إنهاء خطر حزب الله على حدودها الشمالية، حتى لو استغرق الأمر وقتًا طويلًا.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير